«بتوقيت دبي» إبداعات على وقع الثقافات العالمية

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

بعض الصور تلتزم الصمت، تكتفي بما تتكحل به من جمال أورق على حدودها، التي تحتوي تفاصيل كثيرة، تكشف عن نبض «دانة الدنيا»، حيث سكن الحب شوارعها، وأنارت البهجة سماءها، فأحبها الناس وزوارها، وأقاموا فيها طويلاً، حتى باتوا جزءاً منها، كثير منهم ألّف أبياتاً من الشعر يتغزل فيها بزوايا المدينة التي تعودت أن تختال بجمالها الصحراوي، بينما وصفها آخرون بحروف أدبية وضعوها بين دفتي الأدب، وهناك جزء فضّل أن يجند مهاراته، ومواهبه في خدمة دبي، كما الألماني فلوريان كريشباومر، الذي أدرك كيف يلتقط جمال دبي بعدسته الصغيرة، ليودعها في ذاكرة كاميرته، التي لا تكاد تغادر كتفيه، إيماناً منه بأهمية إبراز محاسن المدينة، التي يعيش فيها منذ 2004.

مبادرة

في ردهات زعبيل هاوس غرين، علق فلوريان كريشباومر لوحاته، التي لفتت أنظار زوار المكان، حيث جاءت هذه الخطوة في إطار المبادرة التي أطلقها الفندق تحت عنوان «مشروع فني» التي يمنح من خلالها الفنانين المحليين الفرصة لعرض وبيع أعمالهم في المكان، وتتيح الفرصة للفنانين إقامات قصيرة الأجل، التي تمتد لنحو أسبوعين، ستظل خلالها الأعمال معروضة أمام عشاق الفنون على اختلاف أشكالها ومدارسها، بينما يتولى الفنانين مهمة تقديم مجموعة من الدروس وورش العمل للضيوف.

«بتوقيت دبي»، هو عنوان مشروع فلوريان كريشباومر الذي يشرع من خلاله الأبواب أمام دبي، لتعرض محاسنها أمام زوار المكان، وهي التي استطاعت منذ البدء أن «تسحر العيون» وأن تتربع على عرش القلوب. المشروع تضمن مجموعة كبيرة من الصور التي التقطها فلوريان في معظم مناطق دبي الحديثة والقديمة على حد سواء.

مشاهد دبي قد تبدو مختلفة بالنسبة لأولئك الذين يقفون وراء الكاميرات، حيث تمنحهم العدسة إمكانية التقاط مشاهد تعكس نبض المدينة، وفي ذلك يقول فلوريان كريشباومر لـ «البيان»: «دبي لديها الكثير لتقدمه إلى الناس وزوارها من خلال التصوير الفوتوغرافي، وذلك لما تتضمنه من مناظر حيوية ومدهشة»، ويضيف: «لديها أيضاً الكثير من المناطق التاريخية والمواقع الطبيعة الجميلة مثل الجبال والصحراء وأشجار المنغروف والشواطئ»، مشيراً إلى أن «ما تتميز به دانة الدنيا من تنوع لا يزال يحتاج إلى المزيد من التقدير وتسليط الضوء عليه، عبر فنون التصوير والتوثيق».

تباين

عندما تعاين لوحات فلوريان، تشعر بمعدل التغير الذي تشهده دبي على مدار الساعة، فهي تتيح لك فرصة تلمس جمالها في أوقات مختلفة، سواء تلك التي تغازل فيها الشمس أو تلك التي تغفو في ظلها تحت نجمات السماء، ويعبر فلوريان عن سعادته بـ «توثيق دبي»، ويقول: «بالنسبة لي كان أمراً رائعاً، أشعر بأنني تابعت نمو دبي وتطورها على مر السنوات، ولذلك أنا ممتن جداً للعيش هنا، والتي أتاحت لي الفرصة لرؤية كيف تطورت المدينة»، متابعاً: «لقد كانت سلسلة (بتوقيت دبي) فرصة جيدة بالنسبة لي، لصنع شيء مختلف عما شوهد من قبل، وفكرتي بالأساس كانت تبيان عملية الانتقال من وقت الليل إلى النهار، وتقديمها في صورة واحدة، بحيث يمكن للمشاهد رؤية مقدار تغير الضوء في سماء دبي على مدار الساعة».

صور فلوريان تظهر الجهد الذي بذله في التقاط مجموعة صور «بتوقيت دبي»، حيث يبين أنه للقيام بذلك كان يتعين عليه «التقاط صور متعددة لنفس الموقع في أوقات مختلفة من اليوم، وفي بعض الأحيان يضطر إلى ذلك لأيام عدة، ومن ثم القيام بمحاذاتهم ومزجهم رقمياً معاً لإنشاء عمل فني نهائي واحد، يتكون من أكثر من 20 صورة فردية»، ويواصل: «أحياناً كثيرة أستمتع بإنشاء صورة واحدة من أصل مجموعة صور، حيث تمنح المشاهد المساحة الكافية لفهم ما يجري، وفي الوقت ذاته تظل فيه الصورة حقيقية وطبيعية»، معبراً في ذات الوقت عن أمله بأن يكون قد «ابتكر شيئاً جديداً يستمتع به الناس»، قائلاً: «تغمرني السعادة بأن أقدم هذه الأعمال أمام زوار زعبيل هاوس غرين، وزوار دبي لاكتشاف المدينة من وجهة نظر أخرى».

Email