استطلاع «البيان»: الكاريكاتير..فن راقٍ فقد قوة تأثيره الثقافي والاجتماعي

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

الكاريكاتير من الفنون الريادية مزدوجة الهوية والتي تمتلك تاريخاً حضارياً حافلاً، وعلى مر العصور تطورت تقنياته التشكيلية وظهرت قدرته الإعلامية على حشد التفاعل المجتمعي لطبيعة القضايا الإنسانية والحياتية التي يتطرق لها بشكل ساخر.

«البيان» طرحت في استطلاعها الأسبوعي سؤالاً مفاده: هل فقد فن الكاريكاتير تأثيره الثقافي والاجتماعي؟

وجاءت الردود والآراء والأرقام مفاجئة، حيث أجاب 61% من المستطلعين على موقع «البيان» الإلكتروني بنعم، بينما أجاب 39% بلا، أما في تويتر، فبلغت نسبة من أجابوا بنعم 69.8%، وتراجعت نسبة المجيبين بلا إلى 30.2%.

رسم تشكيلي

حول أهمية الكاريكاتير في طرح أفكار وقضايا مجتمعية من واقع البيئة يقول خليل عبد الواحد مدير إدارة الفنون التشكيلية بهيئة دبي للثقافة والفنون، إن الرسوم الكاريكاتيرية تستطيع بخطوطها الوصول لهدفها وإيصال ما تريده من معلومة للقارئ، الكاريكاتير كما هو متعارف عليه، هو رسم تشكيلي ساخر، وهو نوع من الفنون يعتمد الخط واللون والظل لبناء هيكله ويعبر عن فكرة ساخرة، ومع ذلك فإن الكثير من رسوم الكاريكاتير تستخدم التعليقات الأدبية، وأحياناً النصوص الطويلة وهذه ظاهرة ليست جديدة، فهي موجودة منذ المراحل التاريخية الأولى لفن الكاريكاتير وفي أعمال فنانين بارزين مثل «دومييه» و«فودفارد» و«بوزون» و«دافنشي» و«الأخوان كراتشي» و«تنذيرد» وعلى الجانب المحلي في دولة الإمارات كانت إبداعات الفنان الراحل حسن الشريف في بدايته تحمل رمزية عالية وحصدت اهتمام النقاد والجمهور.

هوية مزدوجة

وحول الهوية المزدوجة لهذا الفن يقول الفنان والمصور الكولومبي كوكو فالديز: الازدواجية علامة فارقة تحمل الخيال والإبداع لوجه التشكيلي والصحافي وقد يكون ذلك من أسباب نجاحه، فالصحافة بحد ذاتها: هي مساحة لنشاط عدد كبير من الفنون ومن بينها أنواع عدة من الفنون التشكيلية مثل الملصق والصورة والكاريكاتير وغيرها من الفنون الأخرى، ويمكن القول إن الصحافة تعتمد في نشاطها على قطبين هما أداة التعبير التشكيلية وأداة التعبير الأدبية، في العقود الأخيرة تبلور فهم جديد للكاريكاتير لا يعد الإضحاك غاية نهائية له بقدر ما هو وسيلة للوصول إلى الغاية الحقيقية، وهي الإصلاح والتقويم من خلال النقد.

وكان هذا إيذاناً بافتتاح باب جديد لهذا الفن يسمى (الفكاهة السوداء)، حيث يجري التقاط مفارقته غالباً من واقع مآسي ومعاناة الناس.. فرسومات الفكاهة السوداء لا تثير المرح في النفس بقدر ما تثير الأسى والسخط.

نقطة تواصل

وتعتقد الفنانة التشكيلية هند راشد أن الفنون بمختلف مذاهبها وأشكالها لعبت دورها الثقافي في التعارف والتقارب والاحتكاك بتجارب الحضارات من فنون راقية ومهارات في الأداء والتشكيل. ويعد فن الكاريكاتير من الفنون الحديثة التي لها سمات شعبية معاصرة، ذلك أن الرسومات الهزلية الضاحكة تكاد تكون وسيلة ناجحة في التأثير ليس بقصد الضحك بل لإثارة قضية أو موضوع هادف.

هذا الفن الساخر الذي يبذر البسمات في داخلنا والذي يسخر من المشكلات التي نواجهها قد رسّخ الصلات بين الصحافة والفن التشكيلي، حيث نحتاج لنص ساخر لا يقل إبداعاً عن الرسم التشكيلي الساخر، وبالتالي فإن نجاح الرسم الكاريكاتيري أو هبوط مستواه برأينا غير مرتبط بوجود التعليق أو النصّ الأدبي أو بعدم وجوده، فالكثير من رسوم الكاريكاتير الخالية من التعليق الأدبي تعتبر رسوماً غير ناجحة لأنها لا تصل إلى المستوى المطلوب من السخرية، أي لا تحصل على تجاوب ساخر أو كوميدي لدى المشاهد، حتى وإن كانت منفذة بمهارة فنية تشكيلية عالية، فالأساس في الكاريكاتير هو السخرية، وإن غابت السخرية غاب الكاريكاتير، وهذا ينطبق على النصّ الأدبي في الكاريكاتير إن وجد هذا النص.

 

Email