فوتوغرافيا

بين التقاط اللحظة والعيش فيها! ( الجزء الثاني)

ت + ت - الحجم الطبيعي

استكمالاً لقصة الأب الناقد والإبن العاشق للتصوير، رغم معاناته في تعلّم أسرار هذه الهواية، وحاجته لبعض الدعم النفسيّ خاصة من أولي القُربى، لكن والده كانت له أفكار أخرى تُسبّب الإحباط لابنه أحياناً لكن إصراره كان أقوى.

وخلال تلك الرحلة بين أحضان الطبيعة، واصَلَ الأبُ انتقاداته المعهودة، لكن ابنه طلب رأيه في صورةٍ التقطها لأبيه بشكلٍ فنيّ حيث يظهر في الخلفية منظر طبيعيّ في غاية الروعة! هنا أمسك الأب الكاميرا للمرة الأولى ناوياً أن ينتقد ابنه من جديد.. لكنه وبشكلٍ تلقائيّ ابتسم لمشاهدة صورته في الكاميرا.. ثم قال لابنه: حدة ضوء الشمس جعلت معالم وجهي غير واضحة في الصورة! يجب عليك تغيير الزاوية! ابتسم الابن ونفَّذ عدة لقطات أخرى لكنها لم تنل إعجاب أبيه! فقرَّر فعل آخر أمرٍ يمكن أن يخطر ببال ابنه!

أخذ الأب الكاميرا من يد ابنه وطلب منه الجلوس مكانه، وتحريك رأسه باتجاهٍ مُعيّن، ثم حدَّق في شاشة عرض الكاميرا وقام بتغيير زاويته عدة مرات، قبل أن يعود لابنه ويسأله كيف يتم التقريب والتبعيد والتقاط الصورة؟ فأخبره ذلك بكل سعادة، ثم عاد الأب لمحاولاته مُصرّاً على إثبات وجهة نظره من خلال التقاط عدة صور، إلى أن اختار إحداها وعرضها على ابنه قائلاً: ملامح وجهك أوضح من هذه الزاوية ولو كانت أقرب ستكون أجمل لكني لم أفلح في استخدام التقريب! فعاد الإبن لتعليمه على التقريب وعاد الأب لمحاولاته!

سعادة الإبن كانت لا تُوصف! فقد انخرط الأب معه في التدريب والمُمارسة.. والشغف أيضاً.. بشكلٍ عفويّ!

فلاش

قبل أن تُمسك الكاميرا بيدك.. لا تتحدَّث عنها

جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي

Email