في الحلقة الـ 48 من البرنامج الوثائقي الدرامي «قصتي»

«أريد دبي في أفريقيا» «دانة الدنيا» نموذج متفرد يتمناه الجميع

ت + ت - الحجم الطبيعي

لدبي مكانة خاصة في القلوب، فكل من يمر بها يدرك أسرار جمالها، وحيويتها، يعشق هدوء صحرائها وضجيج شوارعها، بينما يكحل عينيه بمعالمها السياحية، التي تحيط جيد «دانة الدنيا» كعقد من اللؤلؤ.

كل من يمر بدبي يعشق شواطئها، حيث يتراقص على صفحاتها السحر والإبداع، وها هي دبي قد أضحت حكاية فريدة من نوعها، بعد أن تفتحت في وسط المنطقة العربية، حيث باتت نموذجاً يتمناه الجميع، في الشرق والغرب.

«دبي بحاجة لمدن شقيقة قوية تضع يدها بيد دبي لتحقيق معجزات عالمية جديدة»، ذلك ما يؤكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في حكاية «أريد دبي في أفريقيا» الحاملة لرقم 44 في كتاب سموه «قصتي.. 50 قصة في خمسين عاماً»، حيث نبحر في ثنايا هذه الحكاية، بتجربة جديدة، ونطالع كيف تحولت دبي إلى نموذج يسعى الجميع إلى تحقيقه.

بناء المدن لا يكون بالأمنيات، وإنما بالعمل والإصرار، حقيقة ندرك عمقها، كلما جدفنا في بحر حكاية «أريد دبي في أفريقيا» التي مثلت جوهر الحلقة الـ 48 من برنامج «قصتي» الوثائقي، الذي تولى إنتاجه المكتب التنفيذي لسموه.

ويعرض على شاشات تلفزيون دبي، ومنصّاته المتعددة، حيث يؤكد لنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أنه مر بتجارب كثيرة مكنته من بناء دبي، وجعلها مدينة يتمناها الجميع، حيث يقول: «كثيرون هم القادة الذين مروا بدبي وتمنوا أن تكون بلدانهم مثل دبي، تواصل معي الكثيرون، واجتمعت مع الكثيرين ممن تمنوا تكرار تجربة دبي في بلدانهم. لكن أغلبهم كان حديثهم في إطار التمنيات».

لا يمكن الحصول على نموذج دبي بالتمني، وإنما يتم بالإصرار والعزيمة، وامتلاك مساحة واسعة مليئة بالتخطيط والعمل المستمر، ضمان هذه المساحة في دبي، كان منح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم القدرة على التفوق، حيث يقول: «يسألونني أحياناً: ألا تخاف من المنافسة؟ وجوابي دائماً: لو كان عالمنا العربي يضم عشر مدن مثل دبي فنحن بخير. عندما تكون دبي - منطقة ناهضة نامية، سيتضاعف نموها ونهضتها». هكذا ينظر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للمنافسة، حيث يعتقد أنه «إذا تحسن اقتصاد المنطقة، وارتفع دخل الفرد فيها، وزاد عدد المتعلمين والموهوبين فيها، فستكون دبي أفضل بعشرات المرات».

ما ذكره صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في مقدمة الحكاية، كان بمثابة تمهيد لتجربة عايشها شخصياً، حيث يقول: «أستذكر اتصالاً من الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي. قال لي إنه يريد بناء دبي جديدة في ليبيا، تكون عاصمة اقتصادية للقارة الأفريقية وطلب مني العون لبناء دبي جديدة في ليبيا.

وذلك تأكيداً لرغبته في الانفتاح على العالم». وأضاف: «قمت بإرسال محمد القرقاوي، رئيس مكتبي التنفيذي آنذاك، إلى ليبيا، وبعد وصوله بيومين تم اصطحابه إلى مقر إقامة الرئيس الليبي بطرابلس. وبعد انتظار، أدخلوه غرفة كبيرة وجد القذافي فيها جالساً على مكتب يتصفح الإنترنت. ابتدأ القذافي حديثه قائلاً: أنا معجب جداً بما صنعه الشيخ محمد بدبي، وأريد أن أفعل الشيء نفسه بليبيا، وأطلب منكم الاستثمار في ليبيا، وأطلب أيضاً خبرتكم في تحقيق هذا الحلم الجديد للشعب الليبي».

وأشار سموه إلى أنه بعد استلامه لتقرير محمد القرقاوي، قرر الذهاب بنفسه إلى طرابلس. ويقول: «توجهتُ بالطائرة إلى طرابلس، مدينة جميلة رابضة في قلب التاريخ. وكعادتي عندما أزور المدن أفضل أن أتجول فيها بمفردي أو مع فريق صغير جداً لأكتشفها بشكل أفضل.. في اليوم الأول ذهبنا إلى المدينة القديمة. إنها مدينة تشعرك بالحزن. مجاري على الطرقات، نفايات مرمية هنا وهناك، حتى دبي في الخمسينات عندما كانت الموارد محدودة والمياه شحيحة والناس بلا كهرباء لم تكن بهذا البؤس أبداً».

زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لليبيا آنذاك كانت ممتدة، خلالها التقى الراحل معمر القذافي، حيث يقول سموه: «قمت بزيارة القذافي في خيمته بمدينة سرت، ثم توجهنا إلى إحدى ساحات طرابلس المكتظة بالحضور، لكن أحدهم أخبر الجماهير بأننا هناك، عندها أحاطوا بالسيارة بشكل هستيري، ثم تدخل الحرس وأبعدوا الجماهير بطريقة عنيفة، لم أكن أرغب أبدأ أن يتم إبعادهم بتلك الطريقة»، ويواصل: «بعد ذلك، أراد القذافي أن يريني منطقة الجبل الأخضر في شمال شرق طرابلس.

حيث توجد بعض الآثار الإغريقية. ركبنا طائرة مع سيف الإسلام القذافي، ابن القائد، وعبد الله السنوسي الذي كان رئيس الأمن الداخلي». عند هذا الحد انتهت زيارة سموه إلى ليبيا، ولكن الشعب ظل في قلبه، وتمنى كثيراً أن يتمكن من مساعدته، ولكن الأمور لم تكن على ما يرام، حيث يقول سموه: «انسحبنا من المحادثات حول المشروع الجديد بعد فترة بعدما أدركنا أننا ندور في حلقة مفرغة»، ويؤكد سموه أن «القذافي لم يكن يريد التغيير، كان يتمنى التغيير».

ويقول: «التغيير لا يمكن أن يحدث مع حجم الفساد الذي رأيناه أثناء محادثات فريقي معهم»، مؤكداً أن التغيير دائماً يحتاج إلى بيئة حقيقية، مشيراً في حديثه إلى أن الشعب الليبي يضم علماء ومواهب ورجال أعمال وبناة وباحثين وأطباء ومهندسين، هم فقط يحتاجون للبيئة المواتية لإطلاق إمكانياتهم.

Email