محمد ياسر شرف: الاستقطاب الحضاري طريق مباشر لتنمية المجتمعات والأفراد

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الباحث والمفكر الأكاديمي السوري الدكتور محمد ياسر شرف، أن الاستقطاب الحضاري طريق مباشر لتنمية المجتمعات والأفراد ويعود بالنفع على العقل الجمعي وما ينتجه من معارف ومعلومات غدت تقود سكان هذا العالم تجاه المستقبل اعتماداً على ثقافات متجددة.

جاء ذلك خلال الأمسية الافتراضية «الثقافة والاستقطاب الحضاري» والتي نظمها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي أول من أمس، بمتابعة حارب الظاهري المسؤول الثقافي في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، رئيس الهيئة الإدارية لفرع أبوظبي، وعدد من الكتاب والمثقفين.

قوى الثقافة

أدارت الأمسية الكاتبة مريم حمود التي أشارت إلى أن الدكتور شرف الحاصل على دكتوراه في فلسفة التصوف، ودكتوراه في العلوم الاجتماعية، شارك في تأسيس وإدارة هيئات في العلوم الإنسانية والاجتماعية، وله 98 كتاباً. وقالت: أدار شرف دار المتنبي للنشر في أبوظبي، وكان من إدارة التحرير بمركز البحوث والدراسات الاجتماعية بأبوظبي، ومسؤول تحرير مجلة «الشؤون العامة». ومقدم برنامج «عالم الثقافة» في إذاعة الإمارات.

ومن ثم تحدث الدكتور محمد ياسر شرف، وأكد أن الدراسات الواسعة للثقافات المتعددة تؤكد وجود اختلافات عرضية في تأثير القوى المجتمعية المتحكمة بقوى الثقافة والتوجيه. وقال: هناك فارق بين مجتمع يعتمد على النقل الشفوي ومجتمع يرد طريقة أخرى تفيد في التوثيق، وتحافظ على حالة المنتج الثقافي. وأدى الموقع الجغرافي لجعل الدول العربية مركزاً مهماً في أثناء قيام مدنها وازدهارها. واختلط العرب بالشعوب الأخرى مما أدى لتوسع الثقافة.

وذكر د. شرف: الثقافة والحاضرة التي نتحدث عنهما لم تنمُ في المناطق البدوية والمنعزلة بل في المراكز الحضرية ومراكز السلطة السياسية والعسكرية مثل البصرة وبغداد ودمشق. وأضاف: فغدت هذه المراكز بؤراً حضارية تفوت تأثيرها بين حالة وأخرى تبعاً لمعايير سياسية واقتصادية وعسكرية. وتابع: كانت الدواوين في المراحل الأولى تستخدم بحسب العاملين فيها لغات فارسية ويونانية ورومانية نظراً لكونهم أشخاصاً من الأعجم والنصارى واستطرد: بقيت السمة الغالبة عن الدواوين اللغة الأجنبية، إلى أن تولى عبدالملك بن مروان أمر بتعريب شؤون الدولة والنقد، وقد كان بيان الجانب الثقافي العربي جزءاً لا يتجزأ من عرض صيرورة الثقافة الرسمية.

صراع والتئام

قال الدكتور شرف: تؤكد العودة إلى آلاف المخطوطات أنها نسخت تلبية لطلب خليفة أو وزير أو قائد أو مسؤول أو غني يدفع المال لنسخها. ويظهر التاريخ أن الكيانات التي قامت على القوة لم تستمر طويلاً. ولجأت معظم مراكز اللغة إلى الاستقطاب الحضاري اعتماداً على القواسم المشتركة.

وتابع: إذا تركنا الماضي وانتقلنا إلى الفترة الحديثة نجد أن بعض المفكرين المعاصرين قد عمد إلى إرجاء معالم حضارية متنوعة أكدت وجود حالات الصدام والصراع بين التجمعات والبؤر السكانية المتعددة.

صدام الحضارات

استشهد محمد ياسر شرف بكتاب «صدام الحضارات» لصامويل هنتنجتون، مستعرضاً هذه النظرية ومقدماً لنظريات أخرى مثل ما قدمه أرسطو وعدد من الفلاسفة والمفكرين. مؤكداً أنه يجب أن نعيش المعرفة لا أن نقيمها، مستمران.

Email