«أبو الفنون» في يومه العالمي.. الشغف أصل الحكاية

ت + ت - الحجم الطبيعي

كثيرون هم الذين يطمحون للوقوف على خشبته، يتقمصون شخصيات عدة، ويجسدون حكايات بعضها يستل خيوطه من نسيج المجتمع، وأخرى تشعر بأنها ولدت من رحم التاريخ، يطلقون عليه لقب «أبو الفنون»، كان كذلك وسيظل، لأن أصل الحكاية فيه شغف، ولد تحت إضاءة خفيفة ووراء ستارة خبأت خلفها الكثير من الإبداع الذي تجلى على الخشبة، إنه المسرح.

معظم الذين لمع نجمهم في أروقة الفن السابع، والدراما التلفزيونية، مروا على طريق «أبو الفنون» وتعلموا من حكمته، وتكيفوا مع معاييره وقوانينه، فهو الفن الأصعب، والأقدر على إيصال كلمة المجتمع، تارة يغلفها بـ «سوداء الكوميديا» وتارة يصيغها بقالب تاريخي، وتارة يخلع عليها ثوب الجدية، الأمر الذي جعله قريباً من قلب المجتمع كثيراً، حيث يقصدون قاعاته عشاق الفن والتمثيل والأداء الحي، الذي يكشف عن قدرات الممثل الحقيقية.

في يوم المسرح العالمي، تعيد الحكاية بناء نفسها، بكل مكوناتها الفنية والأسلوبية والجمالية، تتحول في لحظة ما إلى قوة إبداعية ناعمة، مضيفاً نفسه إلى تلك القوى التي تشكلها فروع الأدب والفنون الأخرى، وفيه تتجلى ثقافة القراءة وتأثيرها، وهو تعبير عن فن جماعي، حيث تكمن أسرار قوته الناعمة.

مدن عربية كثيرة اهتمت بـ «أبو الفنون»، ولأجله أقامت مهرجانات وورش عمل وملتقيات ومعاهد، ودبي لم تكن خارج إطار هذه المنظومة، فقد فتحت أمام عشاق المسرح، أبوابها ورفعت ستائر خشباتها، مانحة إياهم مهرجاناً تضج عروقه بدماء الشباب، وحملته اسم «مهرجان دبي لمسرح الشباب»، الذي تنظمه سنوياً هيئة دبي للثقافة والفنون (دبي للثقافة).

حيث رأت آخر دوراته النور خلال العام الماضي، وتحدت عبره فيروس «كورونا»، وقدمته بنسخة رقمية، بثت عبر قناة الهيئة على موقع «يوتيوب»، من رحم هذا المهرجان، ولدت العديد من المواهب الشابة، التي تحولت لاحقاً إلى منارات تضيء الطريق أمام مواهب أخرى تطمح للسير في أروقة «أبو الفنون».

دعم

«إدارة العمل المسرحي ليست أمراً هيناً»، هكذا ترى فاطمة الجلاف، مدير إدارة الفنون الأدائية بالإنابة في هيئة الثقافة والفنون في دبي، طبيعة العمل المسرحي. وتقول: «أقول ذلك بعد أن أمضيت 17 عاماً في هذا المجال»، مضيفة:

«ساهمت دبي في إطلاق الكثير من المبادرات المبتكرة، الهادفة إلى دعم العديد من الشباب والرواد في تحقيق طموحاتهم، بدءاً من وقوفهم على الخشبة، وانتهاءً بالاحتراف ووصولهم إلى درجات عالية من الكفاءة والوعي الفني»، وتؤكد فاطمة الجلاف أن «دانة الدنيا» ساهمت في رفع أسس هذا الفن، والارتقاء به عبر تقديم الدعم للعديد من المبادرات العالمية مثل برنامج دبي للفنون الأدائية.

والذي شارك في رسم معالم التعليم الأدائي للعديد من المحترفين العرب والأجانب، معبّرة عن فخرها واعتزازها بتقديم دبي الدعم لمثل هذا النوع من البرامج التي تمتاز بقدرتها على البقاء لسنوات طويلة، مشيرة إلى أن «دبي تسعى من خلال ذلك إلى خلق بيئة إبداعية مستدامة للفنون المسرحية، قادرة على النهوض في المسرح الإماراتي، بهدف وضعه على الخريطة المسرحية العالمية».

مسارح خاصة

مساهمات دبي في المسرح، لم تكن قاصرة على مهرجانها الشبابي، وإنما تتسع حدودها لتشمل أيضاً إتاحة الفرصة أمام إنشاء المسارح الخاصة، التي أسهمت في تقديم ألوان متعددة من فنون المسرح، ومن بينها مسرح لا بيرل باي دراغون الذي يعد تحفة فنية ساحرة، في تصاميمه وعروضه التي تجمع بين الفنون الأدائية والغناء، الأمر الذي يجعل من عروضه تحفة بصرية تفوق الخيال.

Email