دبي تحتضن «فرانكو فيلم» وتضيء على التنمية المستدامة

ت + ت - الحجم الطبيعي

بين أرجاء دبي تتناثر الحكايات، كل واحدة منها تروي قصصاً شائقة، وجلها ولدت من رحم مجتمعات وجنسيات أخرى، اجتمعت تحت سقف دبي، وتعايشت على أرضها بسلام، وأضحت معها «دانة الدنيا»، رمزاً للمحبة والتسامح، تلك الحكايات تتجسد على الشاشة الكبيرة في دبي، التي باتت مركزاً إبداعياً جاذباً لكل جنسيات الدنيا، على اختلاف ألسنتها ومنابتها.

كما أصبحت وجهة تفتح مدن العالم الأخرى عينها عليها، من أجل التعريف بثقافاتها، ذلك ما يتجسد جلياً في أفلام مهرجان «فرانكو فيلم»، الذي تنظمه سفارات فرنسا وسويسرا وكندا ولوكسمبورغ وبلجيكا، بالتعاون مع الرابطة الفرنسية في دبي، وسينما عقيل في السركال أفنيو، حيث اجتمعت كلها معاً، لتقدم لعشاق الفن السابع، جملة من الأفلام المختلفة، بعضها ينطق بلسان عربي، وأخرى بلغة عاصمة النور باريس.

حكايات مختلفة يقدمها المهرجان في دورته الـ 11، التي تنطلق غداً، وتستمر حتى 11 الجاري، فهي تحاكي مواضيع مختلفة، تصب كلها في إطار التنمية المستدامة، بدءاً من المساواة بين الجنسين، ومروراً بقضايا السلام والبيئة والمناخ، وليس انتهاءً بالاحتفاء بيوم المرأة العالمي، الذي يصادف في 8 الجاري، حيث سيتم تقديم أعمال تحتفي بالمرأة، وأفلام صنعت بأنامل ناعمة.

أفلام قوية

برنامج المهرجان، الذي يفتتح بفيلم (RED SOIL) للمخرج فريد بن تومي، يزخر بأفلام قوية، يزيد عددها على 9 أعمال، تحمل تواقيع مخرجين معروفين على الساحة السينمائية.

ورغم أن جلها ينطق بالفرنسية، إلا أن بعضها ينحاز للعربية، ما يعكس ثراء برنامج المهرجان، الذي يتزامن مع مهرجان «معاً والآن»، الذي يقام في أروقة الرابطة الفرنسية في دبي، ويستضيف مجموعة من الأفلام الوثائقية، التي تسلط الضوء على قضايا البيئة والفنون.

ولأن السينما تمثل عين المجتمع، فقد فتح المهرجان هذا العام عينيه على قضايا البيئة والمناخ والتنمية المستدامة، وفي هذا الإطار، يؤكد سعادة كزافييه شاتيل، سفير فرنسا لدى دولة الإمارات، لـ «البيان»، إنه عندما التقى سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، في أكتوبر 2019، مع وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان، أصروا على ضرورة العمل المشترك، من أجل جعل عالمنا أكثر استدامة.

غرفة سرية

وقال: «أعتقد أن السينما، تلك الغرفة السرية الأجمل في خيالنا، يمكن أن تسهم في تحقيق هذا الهدف النبيل»، مضيفاً: «بتقديري أنه بات يجب علينا العمل على تكثيف التبادل بين الناس، وتعميق تقاربنا الثقافي، أكثر من أي وقت مضى، في ظل ما تواجه الثقافات من تحديات غير مسبوقة».

معرباً عن أمله أن يوفر المهرجان هذا العام، فترة هادئة ولحظات ممتعة لقطاع عانى كثيراً خلال العام الماضي، بسبب الجائحة. وقال: «أعتقد أنه يمكن للجميع أن يلعبوا دوراً مهماً على هذا الصعيد، خاصة أن إكسبو 2020 دبي المقبل، سيمكن فرنسا من تقديم مجموعة من أفضل الابتكارات التي تسعى إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، التي ستسهم في تعزيز عالم أكثر استدامة».

ثقافات مختلفة

على ذات النسق، سارت ميلاني مارتيني ماربيل مدير الرابطة الفرنسية في دبي، والتي أشارت إلى أن المهرجان يسعى إلى بث الإلهام بين صناع السينما وعشاقها، وقالت: «من خلال هذا المهرجان، نحاول أن نلقي نظرة قريبة على أوضاع العالم، وثقافاته المختلفة، في ما يتعلق بالطاقة والإسكان والمناخ والبيئة والسلام العالمي، ونسعى عبر هذه الأعمال، إلى تعزيز الدعوة لمعالجة القضايا البيئية، وتبادل طرق جديدة للعيش في هذا العالم».

في حين قالت بثينة كاظم مؤسس سينما عقيل: «يركز المهرجان على عرض أفضل الأفلام الناطقة باللغة الفرنسية، وقد بدأ كمبادرة قبل 11 عاماً، وتشرفنا في سينما عقيل في استضافة عروض المهرجان في دوراته الثلاث الأخيرة»، مشيرة إلى أنه تم التعاون مع الرابطة الفرنسية والمعهد الفرنسي، في تقديم برامج متنوعة في المهرجان.

إنتاج مشترك

وقالت: «في كل مرة كان المهرجان يركز على تيمة معينة، ويقدم عروضاً لأفلام ذات إنتاج مشترك، وبالطبع، نتيجة ما مررنا به خلال العام الماضي من صعوبات كثيرة، بسبب انتشار الجائحة، أعتقد أن الإصرار على عقد هذا المهرجان، يعد أمراً إيجابياً ومهماً للغاية». ونوهت بثينة إلى أن التجربة التي مررنا بها كبشر، كانت كفيلة بأن تفتح العيون على طبيعة الأوضاع التي نعيشها.

وقالت: «معظم هذه المواضيع، تتعلق بالتنمية المستدامة، وتركز على أهدافها، حيث تتعرض أفلام المهرجان إلى عملية التغير المناخي، ليتسع نطاقها، ويشمل القضاء على الفقر، والمساواة بين الجنسين، وهناك أعمال أخرى تتناول الصناعة والابتكار والمدن والمجتمعات المحلية المستدامة، والسلام والعدل، وغيرها»، مؤكدة أن السينما باتت تمثل منبراً مهماً للتركيز على مثل هذه القضايا وغيرها.

 

Email