استطلاع «البيان»: 71 % يرون أن وجودهما معاً أمر ضروري

الكتاب الورقي والرقمي..تناغم وتكامل في خدمة المعرفة

الكتب الإلكترونية تفرض حضورها لدى القراء إلى جانب الكتب الورقية | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

على قلب القارئ لا يزال الكتاب الورقي والإلكتروني يتنافسان، كل واحد منهما يتطلع لخطف أنظاره، وأن يكسبه إلى صفه، تلك المنافسة كانت كفيلة بأن تقسم الآراء، فالبعض يرى في الكتاب الورقي «خير جليس»، ويجد في رائحة الورق والحبر «عطراً»، بينما يرى آخرون في الكتاب الرقمي «صديقاً خفيف الوزن»، يصطحبه في حله وترحاله، وهناك من لا يجد فرقاً بين الكتابين، طالما يحصل على المعلومة. ومع بلوغ المنافسة بين الكتاب الرقمي والورقي أوجها، لا سيما في المنطقة العربية، بات القارئ العربي يقف عند مفترق طرق، يفرض عليه تحديد طبيعة خياراته، والتي شكلت جوهر الاستطلاع الشهري العربي، الذي تقوم به «البيان» عبر موقعها الإلكتروني، وحساباتها على «التواصل الاجتماعي»، حيث خلصت نتائج الاستطلاع لشهر فبراير، على الموقع، إلى أن 71 % يرون أن وجود الكتاب بشكليه الرقمي والورقي، أمر ضروري، في حين يعتقد 15 % أن على القارئ العربي تقبل الكتاب الرقمي، ليكون بديلاً عن الورقي، وأعرب 14 % عن قناعتهم بأن الكتاب الورقي باقٍ ولن يهزم. أما على صعيد نتائج الاستطلاع على موقع تويتر، فجاءت مقاربة لنظيرتها على الموقع، حيث أشار 66.7 % إلى أن وجود الكتاب بشقية الرقمي والورقي، أمر ضروري، ورأى 18.1 % أن الكتاب الرقمي سيكون المهيمن، ويعتقد 15.2 % أن الكتاب الورقي سيبقى حياً، وهو ما تؤكده الإحصاءات التي تشير إلى أن حجم سوق النشر بالمنطقة العربية، يقدر بـ 1.7 مليار دولار.

 

تكامل

وفي هذا الشأن، تواصلت «البيان» مع الدكتور محمد ياسر شرف، الذي يرى أن الكتاب الورقي والرقمي لا يتنافسان، وإنما يتكاملان، معرباً عن ميله إلى كفة الرأي الذي يقول بأن وجودهما معاً أمر ضروري، ويوضح الدكتور شرف أن طبيعة استخدام الفرد للكتاب، هي التي تحدد ميوله. ويقول: «أعتقد أن الكتاب الرقمي قد يسعف قارئ الرواية مثلاً، حيث لا يجد صعوبة بالتعامل معه، ولكن بالنسبة للباحث، فالأمر مختلف، حيث سيجد صعوبة في عملية التعامل مع الكتاب الرقمي، خاصة إذا كان مضطراً لفتح 4 أو 5 كتب مع بعضها البعض، لإجراء مقارنة ما حول الموضوع الذي يعاينه ويبحث فيه، وهنا، تأتي أهمية الكتاب الورقي بالنسبة له، حيث يتجاوز من خلاله هذا التحدي».

ولكن يؤكد د. شرف أنه لا يمكن الاستغناء عن الكتاب الرقمي، لا سيما في العصر الحالي، ويقول: «هناك أسباب عديدة تدعونا إلى عدم الاستغناء عن الكتاب الرقمي، بدءاً من سهولة حمله، وتحميله على الجهاز، وسهولة وصوله إلى القارئ، حيث إن الكتاب الرقمي عابر للحدود».

وتابع: «بتقديري أن الكتاب الرقمي والورقي يسيران باتجاه التطور، ولكن كل على طريقته الخاصة»، مبدياً سعادته بقدرة الكتاب الرقمي على غزو كافة المواقع والشبكات الاجتماعية. وقال: «هذا الأمر ساهم في رفع أعداد القراء في منطقتنا العربية، وهذا بحد ذاته يعد إنجازاً».

أما الروائي عامر طهبوب، فقال: «من الطبيعي، في ظل المتغيرات التكنولوجية المتسارعة، أن يصبح الكتاب الرقمي منافساً قوياً للورقي، خاصة أن هذا الجيل لم يعد يحصل على معلوماته وقراءاته، إلا عبر شاشة الهاتف المتحرك، والذي أصبح وسيلة الاطلاع والتواصل والقراءة، ومع الزمن، ستزداد شاشة الهاتف المتحرك تألقاً على أي شيء مطبوع، ولكن ذلك لا يعتبر هزيمة للكتاب الورقي، فهناك الكثير من القراء ما زالوا يعشقون رائحة الورق، ويفضلونه على الإلكتروني، ووجود هذه الشريحة في المجتمع، ستشكل داعماً حقيقياً للكتاب الورقي، والذي أعتبره من وجهة نظري وثيقة للتاريخ، يمكن الرجوع إليها في أي وقت»، مشيراً إلى أنه من مؤيدي الكتاب المطبوع.

وأضاف: «الشغف الذي يتملك الناس حيال الكتاب الورقي، لا يمكن له أن ينفي أهمية وجود «الرقمنة» في الكتاب، كونها باتت تشكل جزءاً من حياتنا اليومية، ودخولها على طباعة الكتب، يعد أمراً مفروغاً منه، ولا يمكن مقاومته، فذلك يعد مسايرة لطبيعة الحياة التي نسير فيها، وأحد تأثيرات عصر الرقمنة وانفجار المعرفة الرقمية». ونوه طهبوب بأن الكتاب الرقمي، ورغم انتشاره وتقدمه في العالم الغربي، لا يزال يواجه مشكلات عديدة، تتعلق بحقوق الملكية الفكرية، والقرصنة وغيرها. وقال: «مثل هذه المشكلات يواجهها الورقي، ولكنها تكون أوسع عند الحديث على الكتاب الرقمي، حيث تكون عملية قرصنته أسهل بكثير، وهو ما يعود بالسلب على الناشر».

 

إقبال

الناشر ماهر الكيالي، مدير عام المؤسسة العربية للدراسات والنشر، في عمان، قال: «أعتقد أن الإقبال على الكتاب الرقمي ارتفع بشكل ملحوظ خلال العامين الأخيرين»، مؤكداً أن تفشي جائحة «كوفيد – 19» قد لعب دوراً في رفع الإقبال على الكتاب الرقمي. وقال: «أدت الجائحة إلى إلغاء الكثير من معارض الكتب في المنطقة العربية والعالم أيضاً، الأمر الذي حرم عشاق القراءة من زيارتها، ولذلك كان هناك توجه كبير منهم نحو الكتاب الرقمي، بهدف مواصلة القراءة وتسلية أوقاتهم بأشياء مفيدة داخل منازلهم». ويرى أن الكتاب سيبقى في صيغته الورقية. وقال: «الكتاب الورقي سيظل هو الأساس، ولكن حاجة بعض القراء إلى السرعة، يمثل عاملاً مهماً في دفع الناس للجوء إلى الكتاب الرقمي».

Email