صلاح شيرزاد يؤكد وجود أعمال خطية إبداعية وأخرى مستنسخة

مجلس خولة الثقافي يستعرض مراحل الخط العربي

ت + ت - الحجم الطبيعي

في إطار حرص واهتمام حرم سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني، سمو الشيخة خولة بنت أحمد بن خليفة السويدي، بالثقافة والفن، نظم مجلس خولة الثقافي محاضرة افتراضية بعنوان «مدارس الخط العربي بين النظرية والتطبيق» وذلك مساء أول من أمس، حيث استعرض فيها الخطاط د. صلاح شيرزاد تاريخ الخط ومدارسه، وأكد وجود أعمال خطية إبداعية وأخرى مستنسخة، كما قسم نشأة الخط وتطوره إلى 3 مراحل وبين ميزات كل مرحلة من هذه المراحل وأثرها على الحروف والأسلوب الخطي.

في مستهل المحاضرة أشار د. إدهام حنش إلى أن شيرزاد تلميذ لكبار الخطاطين تخرج على أيديهم منهم عبدالغني العاني هاشم البغدادي وحامد الأمدي الذي نال منه الإجازة في الخط العربي. وأضاف: يعد د. صلاح شيرزاد باحثاً مرموقاً في قضايا الفن الإسلامي، وفن الخط العربي فقد شغل رئيس تحرير مجلة «فنون إسلامية» وإليه يعود الفضل في تأسيس مجلة الخطاط التي صدرت عن جمعية الإمارات للفنون التشكيلية وإليه أيضاً يعود الفضل الأساس في تحضير العدد الأول لمجلة «حروف عربية» التي تصدر عن ندوة الثقافة والعلوم في دبي.





تنوع واختلاف

ومن ثم استهل د. شيرزاد الأمسية بالتأكيد على أن جميع الأنشطة الإنسانية تقوم على التنوع والاختلاف. وقال: هذا التنوع يتجلى أكثر في المجالات العليا من الأنشطة ويقل في المستويات الدنيا أي الأنشطة التي تقوم على الفكر تتنوع طرائقها وطرحها على وفق الاجتهاد والتنظير وتتنوع على صيغة مدارس تستقطب مجموعات تتبعها.

 وأوضح: عندما نبحث في تصنيف فن الخط العربي نكون داخل إشكالية طالت معظم الأعمال التي تندرج داخل المسميات الفنية وهي تتصف بمواصفات الحرف ما بين الفن وبين الحرفة، وأضاف: في مجال الخط نفسه نجد أن هناك أعمالاً خطية تنتمي إلى بيئة المنجزات الفنية الإبداعية تقابلها أعمال من صنف الحرف المستنسخة المبنية على المهارة في التنفيذ. وتابع: بغض النظر عن الموقف المتباين في تقويم المهارة هناك أكثر من تقويم للمهارة هناك جدال، فإننا نقر بالتفاوت بالمستويات الفنية في مجمل الأعمال الخطية وعلى مدى تاريخ نشاط الخط.



الخط الكوفي

قال د. صلاح شيرزاد: بالعودة إلى تاريخ الخط العربي يظهر لنا بأنه قد تناوبت عليه مراحل فنية إبداعية ومراحل إجرائية نمطية لم تزد ممارسته عن كونه حرفة انحصر مجالها بنسخ الكتب وفيما بعد القطع والمرقعات الخطية. وأضاف: قسم تاريخ الخط بـ 3 مراحل من حيث الإبداع وانحسار الإبداع كانت الكتابة تتم بالحروف التي سميت فيما بعد بالخط الكوفي وحصراً بخط كوفي المصاحف، حيث كتبت المصاحف على مدى 3 قرون، وأوضح: بما أن أشكال الحروف كانت محددة الموضوع سلفاً فلم يكن هناك سبيل للابتكار وتخطي الموروث ولكن ظهرت قدرات فنية فردية من خلال تحقيق النسب الجميلة سواء في بنية الحروف أم في تنظيم العلاقات بين الحروف المتجاورة. وذكر: هذه المرحلة الأولى هي مرحلة الإبداع وفي هذا الحراك انشغل الخطاطون بحركات جديدة مشتقة من الخط اللين، فكان هذا الجانب هو أخصب الحقب الإبداعية في تاريخ فن الخط العربي.



نسخ الخط

وأضاف د. شيرزاد: المرحلة الثانية خلال 6 قرون نسخ الخطاطون ولم ترق إلى الأعمال الفنية الإبداعية وجلها بتقليد الأشياء المتوارثة والذي كان يميز الجيد فيها هو الإتقان ومهارة المحاكاة والعنصر التقومي بقياس المستوى. وأضاف: ظهر خط التعليق والديواني والجلي الديواني وخط الرقعة وبالمقابل انحسار بعض أنواع الستة من التداول خط الريحان انحسر والمحقق انحسر بكتابة البسملة. وطرأت بعض التحسينات على الحروف.

وأوضح: المرحلة الثالثة تبدأ منذ القرن 13 هجري مرحلة ظهور الخطاط مصطفى الراقم وتعد هذه مرحلة بعث للإبداع الفني في العملية الخطية وقد تمثلت في تصميم الخطوط المتراكبة، وأضاف: وهذا ما أظهر جانباً من التطور، حيث بدا للخطاط دور شخصي في العملية الخطية والممارسات الكتابية وكان الخطاط يتماهى مع ما وصله من أساليب الخطاطين. وذكر: كان هناك التزام بالأعمال الموروثة ومحاكاة أعمال الأقدمين. ويتبين لنا أن الغالب على الممارسة الخطية هو الاتباع، رغم وجود من ينفرد ببصمته الخاصة.
 

Email