قراءات الكُتاب عوالم من المعرفة تترجم في إبداعاتهم

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يعبر المبدعون بوابات المعرفة عن طريق الكتب التي تطرح العديد من القضايا الفكرية والأدبية، لتشكل خزينة لغوية ومعلوماتية مهمة، تُترجم من جديد عندما يصيغها المؤلف في كتاباته، أو عندما تفتح له تساؤلات متعددة تقوده وتستفزه إلى عمل جديد.

فالمعرفة والقراءة يحفزان للمزيد من القراءات، ليتحول هذا المخزون إلى إبداع إنساني جديد، ومن هذا المنطلق يحرص المبدعون على القراءة وربما يضعون لها خطة.

حول قراءاتهم في الشهر الأول من عام 2021 وخططهم للمزيد من القراءات، تحدث عدد من المبدعين لـ «البيان» وكشفوا عن الكتب التي جذبتهم إليها، كما تحدثوا عن أثر القراءة على إبداعاتهم على اختلافها.

متابعة الإصدارات

الأديب حارب الظاهري، المسؤول الثقافي في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات رئيس الهيئة الإدارية لفرع أبوظبي، قال: أقرأ هذه الفترة في رواية «خبايا اللال» للكاتبة وداد خليفة، بعد أن سمعت بأنها رواية جيدة. وأوضح: عندما أضع خططاً للقراءة قد لا تنجح بسبب انشغالاتي، ولكني أحرص على متابعة الجديد من الإصدارات، وإن رأيتها ضعيفة المحتوى لا أكملها.

ورأى أن القراءة تحفز على الكتابة وقد تكون مصدراً لفكرة. وفسر: أحياناً بعد الانتهاء من قراءة كتاب ما نبدأ بالتفكير بأشياء جديدة، وهو ما يجعلها دافعاً لكتابة أخرى، أي ليس من الضروري أن تكون قريبة.

شغف القراءة

وقال صالح كرامة العامري إنه اتجه هذه الفترة إلى قراءة الكتب الفلسفية بكثرة، وتحديداً القراءة عن فلسفة كانط وهيغل، كما أن نشوء الحضارات وتطورها موضوع يؤرقه، وقال: أقرأ الآن كتاب «قصة الحضارة» من تأليف ويل ديورانت وزوجته أريل ديورانت.

وتأتي هذه القراءات على حساب القراءات الروائية. وأضاف: إن القراءة تثري مخيلتي وتضعني أمام تحدٍ، وقد أضافت لي الكثير خلال عزلة كورونا وقد وصلت ساعات القراءة إلى أكثر من 5 ساعات يومية. وكلما قرأت كلما شعرت بشغف أكبر، فالإنسان يصاب بنوع من الجهل إن لم يكتشف الكثير عن طريق القراءة.

المنهل

وقال الشاعر والناقد سامح كعوش: القراءة بالنسبة لي نعمة وبركة حياة وسلوكيات فاضلة، فأجمل النعم على الإنسان تلك التي تتطلب منه القراءة اليومية لارتباطها بطبيعة عمله أخصائياً للغة العربية ومدققاً لغوياً وباحثاً وناقداً أدبياً.

وأضاف: هذا ما يجعلني أداوم على القراءة، وبما لا يقل عن ثلاث ساعات يومياً، حيث تتنوع قراءاتي بين المجموعات الشعرية والكتب النقدية والروايات وتجارب الفن التشكيلي وبعض كتب الاهتمام والاختصاص.

وتابع: أقرأ حالياً مجموعة كتب من ثلاثة أجزاء عن الخليج العربي من خلال نصوص الرحالين والمؤرخين البرتغاليين، ومن وقت لآخر أعود إلى قصائد شعراء العرب الكبار لأجوّد ذائقتي وأصفيها بقراءة روائع أبي الطيب المتنبي وأبي العلاء المعري خاصة. وتابع: كما أداوم على قراءة غسان كنفاني ومحمود درويش، وأعاود قراءة أمين معلوف وإدوارد سعيد وأدونيس.

نظرة نقدية

الأديبة فاطمة المزروعي أكدت أنها تضع خطة متنوعة للقراءة، وقالت: في هذه الفترة أتجه إلى قراءة الروايات التاريخية عن الإمارات، مثل رواية «ثلاثية الدال» لـ نادية النجار، وفيها أطلع على توظيف التاريخ الإماراتي في الرواية، أو التاريخية بشكل عام مثل صقر قريش وعبدالرحمن الداخل وفي تاريخ الأندلس، وأضافت: أحياناً تكون لدي رؤية فلسفية أو زاوية تاريخية معينة أطرحها في مقال ما أكتبه فأحرص قبلها على قراءة المزيد عن هذه الفكرة.

ولهذا تتنوع القراءات بحسب كتاباتي أو بحسب الأنشطة التي أقوم بها لأني أقدم العديد من الورش، فأقرأ في تطوير الذات وحتى في طرق التعامل مع الأطفال، وأصحاب الهمم.

وذكرت أن القراءة تمنح المزيد من التجدد في الأفكار، من خلال الاطلاع على عوالم جديدة، وكثيراً ما أميل إلى الاطلاع على ثقافات الشعوب الأخرى فأقرأ عن الثقافات والطقوس الأفريقية والهندية، كما تذهب المزروعي في قراءتها إلى كتب الطفولة، موضحة: أقرأ مثل هذه الكتب بنظرة الناقد.

منهل

قال الناقد سامح كعوش : القراءة بالنسبة لي المنهل والنبع، الذي يروي عطشي ويهذب ذوقي ويطور ذائقتي، فبها أستلهم المفردة الجادة والجديدة والمتفردة بجماليتها ودلالتها، ومنها أستقي أدوات نقدي الأدبي وقراءاتي الجمالية للإبداع الشعري والسردي وحتى التشكيلي.

وأردف: حتى قراءة النص الرديء تصبح أداة تشريح واختبار ورافعة لانتقائية ونخبوية إيجابية في التعاطي مع المحتوى الأدبي والإبداعي وأيضاً الإعلامي. وقال: تظل القراءة كذلك حاضرة في ما أكتبه من نصوص شعرية، بتوارد خواطر ممتدة من أول شاعر في الكون حتى آخر مبدع أقرأ له وأفرح بما جاد به قلبه وقلمه.

Email