الأدباء وكتبهم الجديدة.. حكايات «ما قبل النشر»

صالح كرامة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تفاصيل كثيرة لا يعرفها القارئ قبل صدور أي رواية أو ديوان شعر أو أي كتاب، هذه التفاصيل يعرف أهميتها المؤلفون على اختلاف مضامين كتبهم، من قرار إصدار الكتاب ومن قبلها مراجعته والتعديل عليه لاعتبارات يعرفها المؤلف، إلى التواصل مع الناشر والتدخل أحياناً في شكل الغلاف، إنها مرحلة متصلة بالإبداع في بعض الإجراءات، أو منفصلة عنه ولكنها القادرة في النهاية على إيصال الكتاب إلى القارئ بشكله النهائي.

عن هذا تحدث عدد من المبدعين لـ «البيان»، وأكدوا صعوبة اتخاذ قرار النشر، وعلى متابعهم لمراحل النشر واختيار الأغلفة. كما كشف بعضهم أن هناك العديد من مؤلفاتهم ما تزال حبيسة الأدراج.

كتابات للزمن

قال الكاتب والقاص إبراهيم مبارك: في أزمنة مضت كنت قبل إصداري لكتبي، أستعين برأي الشاعر والقاص الراحل ناصر جبران، لأننا متوافقان، فإذا كان يرى الموضوع مناسباً اتخذت قراري، حيث إنني أثق برأيه. وأختار عادة بعض القصص المنشورة سابقاً وأنا مطمئن إلى أنها لن تثير أي إشكال.

وأضاف: إلا أني ما زلت أحتفظ بالكثير من الكتابات التي لم أنشرها لأنها تعكس تفكيراً حاداً، أو أراها غير مناسبة الآن؛ لأن فيها العديد من الآراء والخيالات التي لا تُناسب أن تنشر في هذه المرحلة. وتابع: لذلك أتركها لوقت من الأوقات، فالزمن المناسب لنشرها فيه لم يأتِ بعد.

توثيق إبداعي

وقالت الروائية لولوة المنصوري: بعد عدة مراجعات، فإن اتخاذ القرار بالنشر مسألة صعبة، ولكن أشعر وكأن العمل يشعرني بضرورة نشره، وإلا سيبقى حبيس الأدراج. وأوضحت: الكاتب عادة قلق وهو ما يشعره بضرورة المراجعة أكثر وأكثر وبهذا يظلم العمل الذي ولد في مرحلة ما، وجميل أن يكون جريئاً ويقتنع بنفسه، ويُخرج هذا الكتاب.

وأضافت: يوجد لدي فقط بحث لا أقول عنه حبيس الأدراج، إنما ما زلت أشتغل عليه، فالعمل البحثي يختلف عن الرواية، لأنه يحتاج إلى تراكم، ومواكبة المعلومات. وأكدت المنصوري أنها دائماً تتدخل في أغلفة كتبها. وأوضحت: الاستثناء كان روايتي الأولى «آخر نساء لنجة» لأنها كانت البداية، ومن بعدها بدأت أتدخل في الغلاف وشكل الخط كذلك، وهي أمور تجذب القارئ، ويجب أن تعكس محتوى الكتاب.

وقال المخرج والكاتب المسرحي صالح كرامة العامري: بعد نضج الكتاب، يحدث وكأن شيئاً يطرق على داخلي ويستولي على حواسي، ولا يترك مجالاً للتفكير إلا بإصدار الكتاب. وأضاف: لدي بالمقابل الكثير من الكتابات حبيسة الأدراج، منها مجموعة قصصية وأكثر من عمل روائي، والسبب إني أخصص الكثير من وقتي للقراءة. وتابع: إن مسألة الوقت كثيراً ما تشتت المبدع.

وتابع: عند طباعة كتابي عادة ما يرسل لي الناشر 3 خيارات للغلاف أختار أحدها، وأتدخل في الألوان والخط. وأضاف: لا أتدخل في عملية تسلسل الصفحات، ولا أناقش الناشر الواعي كثيراً.

Email