«توب غان».. حنين إلى الماضي بقالب تشويقي مثير

ت + ت - الحجم الطبيعي

يُعرض في دور السينما تكملة فيلم «توب غان» الذي طال انتظاره لنجم هوليوود توم كروز، بأمل أن يكون من نوع الأفلام التي تعيد الناس إلى المسارح. فبعد مرور 36 عاماً على نسخته الأصلية التي حققت نجاحاً تجارياً باهراً عام 1986، وحافظت على شعبيتها على مر السنين، يفترض مخرجو الفيلم الآن أن جمهور القرن الـ21 لا يزال يتوق لرؤية مثل تلك الأفلام على سبيل التسلية وتمضية الوقت.

واللافت أن هذا الفيلم الذي صدر بنسخة «أيماكس 3 دي» عام 2013، يعود إلى نوع «الأفلام» التي تحن إلى الماضي، إلى حقبة الحرب الباردة في الثمانينيات دون رادع، مهما كان هذا الماضي ضبابياً أو انتقائياً، وفقاً لصحيفة «كريستشان ساينس مونيتور»، وهي فترة تمكنت خلالها هوليوود من ضخ أفلام عدة مليئة بالصور البراقة وموسيقى البوب التصويرية المذهلة.

من حيث الأسلوب، يتوافق «توب غان: مافريك» مع سابقه، حيث يعمد المخرج جوزيف كوزينسكي وفريقه في وضعنا داخل قمرة قيادة الطائرة، فيحلق توم كروز بدور «مافريك»، بالقاذفة الشبح الأسرع من الصوت إلى مستوى ماخ 10 ضد أوامر رئيسه، الممثل إد هاريس، الذي يقول له: «نوعك على وشك الانقراض» فيجيبه كروز: «ربما كذلك، ولكن ليس اليوم».

ونعلم أن مافريك رفض الكثير من الفرص للتقدم الوظيفي في البحرية كل تلك السنوات الفاصلة. لكن هذا الفيلم من نموذج هوليوودي، وكما هو الحال دائماً، فالبطل الذي يرى حياته تتلاشى، يبقى دائماً في الطليعة. وعندما يعاد تعيينه في أرضه القديمة في سان دييغو كمدرب رئيسي لمدرسة قتال جوي لن يمض وقت طويل حتى يتخلى الشباب عن اعتدادهم.

بعد 36 عاماً، تصل تكملة الفيلم إلى مسارح العالم بالاعتماد على صيغة نجحت في الثمانينيات: بطل متغطرس يمشي بثقة عالية مناظر طيران بهلوانية وموسيقى جذابة. لكن هل هذا كافٍ لجذب جمهور اليوم؟

يذكر أن كروز بلغ الـ 60 عاماً، ومع ذلك، لا يزال يبدو لائقاً بدنياً بما فيه الكفاية، لكن شخصيته كما هي العادة في مثل تلك الأفلام لا تمر بلحظات حقيقية من الشك الذاتي وإلا انتقلنا إلى نوع فيلم مختلف. وربما لمرة واحدة يظهر مشاعر الأسف، وذلك عندما يظهر نجل طيار الجناح من الفيلم السابق، «غوز»، والذي يشعر بمسؤولية عن وفاته. وتبقى معركة الذروة التي تم تصويرها وتدريب سرب من أجلها في الفيلم، عبارة عن مهمة سرية شديدة الخطورة للتخلص من مصنع يورانيوم في أعالي سلسلة جبلية، لكن العدو هذه المرة غير محدد.

Email