الأفلام القصيرة محتوى أصيل لحكايات إماراتية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تمثل صناعه الأفلام السينمائية القصيرة رافداً أساسياً للمشروعات الإبداعية في دولة الإمارات نظراً لطابعها الفني المبتكر، الذي يحاكي سمات البيئة المحلية وتركيبتها المتعددة الثقافات، وتسعى لطرح محتوى أصيل يعبر عن هوية المواهب الشبابية الإماراتية، وتوجهاتها الفنية التي تطرق أبواب العالمية وتتبع كافة المستجدات على الصعيد المجتمع لطرح قضاياه الملحة على كافة الصعد عبر مشاركاتها الفعالة في العديد من المهرجانات محلياً وعالمياً.

جيل المواهب

وفى السياق يؤكد عامر سالمين المري، مؤسس ومدير مهرجان العين السينمائي، أن مهرجان العين منذ انطلاقه في عام 2019، بات المنصة الأبرز لدعم صناع السينما والمواهب الإبداعية المحلية.

ومن ثم إحداث الحراك الفني الذي ينعكس بشكل إيجابي على صناعة السينما المحلية، ليستمتع الجمهور والنقاد وكل محبي الفن السابع من خلال باقات العروض السينمائي، وذلك بعد غياب المهرجات السينمائية في الإمارات بالتزامن مع ظهور جيل جديد من المواهب الشابة في مجال صناعه الأفلام التي تبرز هويتنا وثقافتنا المحلية التي تترجم قصصنا وعاداتنا وتقاليدنا

ويقول عامر: يهدف المهرجان أيضاً إلى القيام بدور فعال لتأسس مشاريع إبداعية شاملة لدعم السينما الإماراتية من خلال إبراز الإبداعات والطاقات الفنية الوطنية، وتنمية المعرفة الثقافية والسينمائية لدى المهتمين.

انعكاس للبيئة

وحول تأثير ربط الثقافة الإماراتية بعناصر العمل الفني المحلي يقول مخرج الأفلام القصيرة عبد الرحمن مدني:

على الصعيد الشخصي طالما كانت أعمالي انعكاساً للبيئة والمجتمع الإماراتي، وهو ما ساهم في حضوري ضمن عروض المهرجانات العالمية، وحصولي على العديد من الجوائز، ومن منطلق هذا الارتباط نأمل أن يحظى المخرجون الشباب بدعم أكبر في ظل غياب التمويل وصناديق الدعم وتوقف المهرجانات المحلية، لأن معظم الأفلام ممولة ذاتياً، موضحاً: «لن تصمد الجهود الفردية طويلاً، ونحتاج إلى مؤسسة حكومية تمنح الأولوية لصناعة الأفلام المحلية».

صناع المحتوى

وفيما يتعلق بمستقبل المواهب الشابة في مجال صناعة الأفلام القصيرة الإماراتية يقول المخرج المساعد صالح الزعابي: مجال الأفلام القصيرة يمتلك خصوصية كبيرة، فهو بمثابة لوحة فنية رائعة، وليس هناك مكاسب تجارية من ورائها.

ولذلك ففيها إبداع وفن مختلف عن السائد، وهو بحاجة إلى اهتمام حقيقي بالمواهب الشابة من خلال توفر مساقات سينمائية في المدارس أو المعاهد المتخصصة التي تقدم الطرح الأكاديمي تترافق مع المستقبل الواعد لهذه الصناعة، التي تحتاج أيضاً إلى دعم إعلامي وزخم ثقافي كبير لمد يد العون لصناع هذا النوع من المحتوى الذي يعكس هوية وثقافة دولة الإمارات.

جمهور مثقف

في حين يرى المخرج علي لاري الحائز جائزة لجنة التحكيم، فئة «الصقر الإماراتي القصير» بمهرجان العين السينمائي، أن مستقبل صناعة الأفلام القصيرة في الإمارات بيد صناع الأفلام أنفسهم، فهو يقدمون الأعمال لجمهور واع ومثقف، يكره المباشرة والرسائل الصريحة، فهو يبحث عن الإبداع في النص والصورة، في الفيلم القصير بحيزه الضيق.

ولكنه في الوقت نفسه قد يكون أقوى من الروائي في أحيان كثيرة، كونه يسمح بمناقشة أفكار أكثر جرأة، وموضوعات أكثر طموحاً وتمنح الفرصة للشباب المبدعين بأن يصنعوا أفلامهم ويقدموا أنفسهم وموهبتهم في هذا المجال، ولذا فهي تصنع مهرجانات قوية وحقيقية ووجودها مهم.

Email