بعد ضجة "أصحاب ولا أعز" ..نتفليكس تواجه خطر الحجب في الكويت

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يبدو أن رياح "أصحاب ولا أعز" قد جاءت مواتية لما تشهيه "سفن نتفليكس"، فقد عاكس الفيلم النتائج المتوقعة، لتثير في المنطقة العربية عاصفة من الجدل، تأرجح خلالها الفيلم بين مؤيد ومعارض للفيلم الذي جاء نسخة عربية عن الفيلم الايطالي (Perfect Strangers) الذي أطل للمرة الأولى عام 2016، ولاحقاً تحول إلى نسخ عديدة ناطقة بلغات مختلفة. 

الكويت لم تكن بمنأى عن دائرة الجدل التي جاد بها "أصحاب ولا أعز"، فقد دخل أهلها الدائرة و"أدلوا بدلوهم" فيه، ليبدو أن الأمور في الكويت قد اتسعت قليلاً، لتذهب نحو أروقة المحاكم، حيث بادر المحامي عبد العزيز السبيعي إلى تقديم دعوى ضد وزارتي الإعلام والمواصلات وهيئة تنظيم الاتصالات وتقنية المعلومات، في المحكمة الكلية، يطالب فيها بحجب منصة "نتفليكس" في الكويت، لتبادر المحكمة بالرد عليه، بتحديد يوم 25 مايو  المقبل، موعداً للنظر في القضية، المعروضة أمام الدائرة الإدارية الحادية عشرة. 

خطوة المحامي عبد العزيز السبيعي هذه جاءت نابعة من دافع "ديني وأخلاقي"، حيث قال في تصريحات له تناقلتها وسائل اعلام مختلفة بأن "المنصة أنتجت وعرضت أخيراً فيلماً أثار موجة غضب جماهيري بسبب دعوته إلى الانحلال الأخلاقي عبر مشاهد عدة، موضحاً بأن هذا العمل يخاطب الأسرة العربية مباشرة محاولاً تغيير الفطرة التي خلقها الله عليها"، وأضاف: "المنصة تستقطب فئة الشباب والمراهقين وتهدف لفرض اتفاقية سيدوا في وطننا العربي بالمخالفة لتعاليم الإسلام وهي اتفاقية لا تجرم العلاقات خارج إطار العلاقات الزوجية"، منوهاً إلى أن "عدداً كبيراً من الشباب يتابعها وقد يتأثر بما تقدمه من محتوى...".

رفع المحامي السبيعي دعوى ضد شبكة نتفليكس، لم يمر مرور الكرام على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد ملأت الفضاء الالكتروني "ضجيجاً صاخباً"، حيث عبر الكثير من رواد موقع "تويتر" عن "ابتهاجهم" بهذه الخطوة، معتبرين بأنها تساهم في "تحصين الشباب"، وفي الوقت الذي وقف البعض من الدعوى على خط الوسط، آثر آخرون طرح سؤالاً عريضاً يهدف إلى استكشاف حجم "الضد" أو "الاتفاق" مع خطوة "حجب نتفليكس"، لتأتي الردود على السؤال متباينة، حيث رأى البعض بأن "التحصين يبدأ من الاسرة" وأن "التربية تكون بالحوار بين الأهل والأبناء والمدرسة"، فيما رأى آخرون بأن خطوة "الحجب غير مفيدة" وبأنها "عملية مستحيلة" في ظل وجود برامج وتطبيقات قادرة على "فك قيود الحجب"، بينما عاد البعض إلى الوراء كثيراً، وتحديداً نحو سنوات الثمانينيات وما تلاها التي شهدت حمى افتتاح القنوات الفضائية، وانتشار "الستلايت" على أسطح البيوت.

ورغم أن سخونة دعوى المحامي السبيعي ضد نتفليكس، إلا أن هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها الشبكة مثل هذه الدعاوي، فقد سبق وأن تحولت الشبكة إلى مثار جدل بين أبناء الكويت قبل نحو عامين، عندما أطلق مطلق الجاسر، العميد المساعد للشؤون الطلابية في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت، حملةً لـ"التبليغ عنها" و"حظرها" في البلاد، بحجة "ترويجها للمواد الاباحية والعري والرذيلة وغيرها".

Email