كابوس الموت يطارد فناناً قبل وفاته بيومين

ت + ت - الحجم الطبيعي

ملأ الضيف أحمد الدنيا فرحاً وبهجة بخفة دمه وبراعة أدائه، فرغم قصر عمره الفني، استطاع أن يترك بصمة في تاريخ الكوميديا بأسلوبه المميز الجريء، فقد كان نشاطه أكبر من حجمه وطموحه أكبر من سنه، وينفجر أيضاً بحيوية وشباب وحماس، وكان يسخر من الموت، وأخذ في أيامه الأخيرة يبحث عن كل الأعمال المسرحية التي يستطيع أن يقدمها ساخرا من ذلك اللغز الذي ينهي حياة الإنسان ولاحقه قبل يومين من وفاته كابوساً ينبئ بموته.

 الفنان «الضيف أحمد» ابن تمي الأمديد بمحافظة الدقهلية ثالث أعضاء فرقة ثلاثي أضواء المسرح، والذي كان يتمتع بمواهب متعددة، كالغناء، والتمثيل، والتأليف، والإخراج.

توفي الضيف أحمد وعمره 33 عاما و3 أشهر، وكان قد تخرج في كلية الآداب جامعة القاهرة، قسم الفلسفة وعلم النفس، عام 1959، وأثناء مزاولة نشاطه الفني بالجامعة التقى برفيقي كفاحه وشريكي عمره الفني، سمير غانم، وجورج سيدهم، وكون الثلاثي الضاحك الذي أدخل المرح، والبهجة على نفوس المشاهدين، أكثر من 9 سنوات، بعدما استمع إليهم المخرج محمد سالم في إحدى الحفلات الخاصة، وأطلق عليهم «ثلاثي أضواء المسرح».

وكان لـ«الضيف أحمد» أدواره الناجحة في العديد من الأفلام، والذي لا يعلمه البعض أن الضيف أحمد لم يترك زوجه وابنة عمرها عام ونصف فقط إنما ترك أما وأخا وطالبا بالجامعة كان يرعاهم جميعا.

وفي آخر أيامه وقبل وفاته بـ6 أشهر، وضع كل ما أدخره من أيام الكفاح، والعرق، في شراء قطعة أرض في قريته تمي الأمديد بمحافظة الدقهلية، ليبني عليها بيتا له ولأخواته، لكنه توفي قبل بناء البيت، وكانت وصيته لزوجته، ووالدته أن يكملا البناء وألا يبتعدوا عن القرية، وأن يدفن بجوار والده.

وقبل وفاته بيومين كان يطارده كابوس أثناء نومه، ويرى أنه يرتدي ملابس «كاوبوي» ويمتطي الجواد، ويجري به بسرعة مجنونة حتى وصل إلى أعلى قمة من الجبل، وفجأة ينتفض من نومه على سقوطه من أعلى الجبل، بحسب ما نشرته جريدة أخبار اليوم في 1970.

وتوفي بعد ذلك، وودع الحياة، وكأنه كان ضيفا عليها هذه المدة القصيرة، تاركا في قلوب أسرته اللوعة، والحسرة بعدما أشاع لمعجبيه، وجمهوره البسمة والفرحة والضحك.

Email