سينما شباب سوريا محاولة لطرح فن سابع جديد

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

ظاهرة سينما الشباب في سوريا، محاولة لبث الروح في الحركة السينمائية في هذا البلد الذي كابد سنوات الحرب، وعانى الفن السابع فيه من محدودية الإنتاج مقارنة بدول أخرى، على الرغم من بعض العلامات الفارقة المتفرقة بين حين وآخر، مع أن السينما السورية كانت من أولى الحركات السينمائية في المنطقة العربية، إذ تعود المحاولات الأولى للإنتاج إلى العام 1908.

ويرى بعض النقاد أن هذه المحاولات، التي تركزت بمعظمها، إن لم يكن كلها على الأفلام القصيرة، شابها انعدام التركيز على تقديم بنية متماكسة ومختزلة في الفيلم الروائي القصير لينصرف معظم المخرجين الجدد إلى نتف بصرية، مبتعدين بذلك عن خصوصية السينما الروائية القصيرة، ما جعل غالبية الأشرطة تفتقر للفهم الذي يقول: إن الفن السابع هو فن زمني قبل أن يكون فناً بصرياً صرفاً.

 

مشروع دعم

وفي هذا السياق جاء مشروع المؤسسة العامة للسينما لدعم سينما الشباب، ما حرك ركود السينما السورية التي ابتعدت عن الجمهور لعدة عقود. ويرى المخرج الشاب محمد سمير طحان، أن فكرة المشروع فكرة مهمة، وهي ذات أبعاد عدة في بلد تأكل الحرب أبناءه وخيراته.

ولكن تطبيقها على أرض الواقع لم يتوافق مع أهميتها، ربما لعدم اتضاح الصورة المطلوبة من المشروع في أذهان القائمين على تنفيذها الذين تعاملوا معها كتقنيين، وأنها وظيفة عامة تنتهي مع انتهاء تنفيذ الفيلم، وهذا ما حد من نتائجها المتوقعة، وتسبب في دوران المشروع حول نفسه لسنوات دون أن يتقدم ويتطور، غير أن التجربة بشكل عام استطاعت أن تطرح سينما سورية جديدة بروح هواة شباب شغوفين بالفن السابع، سواء في كتابة السيناريو، أو في الإخراج، ولمعت بعض الأسماء التي أظهرت مواهب خلاقة، استطاع بعضها الوصول إلى منصات التتويج السينمائية في محافل ومهرجانات عربية مهمة.

تجربة ناجحة

المخرجة رشا ملحم، ترى أن تجربة سينما الشباب في سوريا تجربة ناجحة من حيث المبدأ وبصورة عامة، لأنها تقدم منحاً عبر الجهة المنتجة (المؤسسة العامة للسينما) تفسح المجال للمواهب بخوض تجربة صناعة فيلم قصير.

وتؤكد ملحم، أن وضع السينما انعكاس للوضع العام في بلاد أثقلتها الحرب، فكان لا بد من الاستفادة من تواجد الكوادر الفنية الموظفة لدى وزارة الثقافة (المؤسسة العامة للسينما) للحصول على تجربة تفتح لهم الأبواب إلى هذا العالم الموازي لعالمنا.

وتقول: لولا وجود هذا النوع من الفرص، لما استطاع الكثير من هواة السينما الحصول على تجربة، أو اتخاذ خطوة أولى إلا عبر الدراسة أو المنح في الخارج، ومن شأن هذه التجربة المحلية أن تسلط الضوء على أصحاب المواهب والقدرات من المشاركين للحصول على فرصة أكثر احترافية، وبالتالي أفلام بحرفية أعلى، ولعل ظرف الحرب جعل الاستفادة من الكوادر الفنية أمراً ضرورياً لاستمرار عجلة العمل وعاد بالفائدة على أصحاب المواهب والكفاءات.

فن مستقل

المخرج الشاب رامي نضال أنجز فيلمه القصير الأول «السابعة والربع»، ويعد الآن لفيلم «إنه عالم جميل» يقول: عند الحديث عن الفيلم القصير، فنحن نتحدث عن فن سينمائي مستقل له طرقه وقواعده الخاصة، التي تختلف إلى حد ما عن الأفلام الطويلة.

ويرى نضال أن أغلب المخرجين ومنهم الشباب ينظرون إلى الفيلم القصير على أنه محطة عبور أو جسر للفيلم الطويل ليس إلا، وهنا تكمن بداية المشكلة، ناهيك عن اللغط في معالجة الفيلم القصير، وخصوصاً السيناريو، إذ إن البعض يظن أن القصة القصيرة هي بالضرورة فيلم قصير، وهذا خطأ، الفكرة ليست في الزمن، هي في طريقة معالجة القصة، تستطيع أن تصنع من قصة قصيرة جداً فيلماً طويلاً، ومن رواية فيلماً قصيراً وقصيراً جداً.

Email