The Forever Purge إثارة عالية الإيقاع

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تحدٍ كبير يواجه السلاسل السينمائية، ففي كل مرة يحتاج صانع الفيلم إلى حبكة جديدة، تحمل بين ثناياها خطوطاً درامية جديدة وتظل في الوقت ذاته محافظة على مركزية الفكرة التي تدور حولها السلسلة، وتقدمها في قوالب جديدة، لا سيما إذا تجاوزت أفلام السلسلة حاجز الثلاثة أعمال، حينها يصبح التحدي أكبر، وتكون الحاجة أكبر إلى رؤية إخراجية مبتكرة، تمثل طوق نجاة للفيلم من الغرق في دائرة الملل.

ذلك ما يواجهه صناع سلسلة «التطهير» (The Purge)، الذين استطاعوا الوصول إلى الجزء الخامس من سلسلة رأت النور قبل ثماني سنوات، ولا تزال قادرة على الاستمرار دون الوقوع في فخ الملل، وها هو الجزء الخامس الحامل لعنوان (The Forever Purge) للمخرج ايفيراردو فاليريو جوت، قد أطل على الوجود بعد مرور 3 سنوات على عرض الجزء الرابع (The Purge:Anarchy).

ليأخذنا في طريق حكاية جديدة، تمتاز بكون الإثارة فيها عالية الإيقاع، تصب في إطار الفكرة التي تقوم عليها السلسلة، وهي الاحتفاء بيوم التطهير الذي تتاح فيه الفرصة أمام الجميع لممارسة الجريمة وأقصاها القتل، من دون أن يتعرضوا للمحاكمة القانونية.

ففي هذا اليوم تتوقف فيه خدمات الشرطة والدفاع المدني وحالات الطوارئ والإنقاذ، ويتحمل كل فرد مسؤولية المحافظة على نفسه، والبقاء آمناً، كما تتاح في هـذا اليوم أيضاً استخدام كل أشكال الأسلحة البيضاء والخفيفة. وبحسب حكاية الفيلم الأساسية، فقد تم إقرار هذا اليوم بشكل قانوني، من أجل مساعدة الناس أو سكان أمريكا على تفريغ ما في قلوبهم من كراهية، وحقد تجاه الآخرين.

عمليات التطهير

بشكل عام لا يخرج الجزء الخامس (The Forever Purge) عن مسار السلسلة، فما تكاد تنتهي افتتاحيه الفيلم، حتى تبدأ عمليات التطهير، ولكن مفاجأة الفيلم تكمن في تجاوز سكان البلاد للفترة المتاحة للتطهير، لتتحول إلى عملية «تطهير دائمة ومتواصلة»، وهو واقعياً يخالف القانون، ويتبين لاحقاً أن هناك حركة منظمة تقف وراء عملية تحول التطهير إلى الأبد.

ذلك التحول بلا شك أعطى الفيلم بعداً جديداً وفتح أمامه طريقاً لمواصلة سرد الحكاية بوقائع أخرى مختلفة، وحبكة درامية تحمل بين ثناياها إيقاعات عالية من الإثارة، خصوصاً وأن عمليات التطهير تجاوزت حدود تكساس، لتشتعل في كل البلاد.

في ظل ظهور ما يسمى بـ «الوطنيين الجدد» الذين يرغبون في تخليص أمريكا من المهاجرين والملونين، سواء أكانوا يقيمون فيها بطرق شرعية أم غير قانونية، ولخدمة هذه الحبكة كان لزاماً على صناع الفيلم إدخال العنصر المكسيكي في الأحداث، لذا عند متابعتك للفيلم تشعر لوهلة أنك تتابع فيلماً مكسيكياً وليس أمريكياً، حيث تسود اللغة المكسيكية، والرموز القادمة من الثقافة المكسيكية في الفيلم، حتى نجوم المكسيك يفرضون حضوراً أقوى في هذا الفيلم، لتبدو أن عملية التطهير أصبحت موجهة ضدهم.

تحرير البلاد

يحمل الفيلم بين ثنايا مشاهده تسليطاً للضوء على بعض القضايا كما الهجرة غير الشرعية التي تشهدها الحدود المكسيكية الأمريكية، وأيضاً النظرة الدونية ضد المكسيكي، وذلك ما نتلمسه في طبيعة الدعوات والنداءات التي يلقيها على مسامعنا الوطنيون الجدد، الذين يرفعون شعار تحرير البلاد من «الغاصب»، تلك الدعوات كانت كفيلة بأن تشعل حرباً أهلية في البلاد، تكون فيها الثورة ضد الأغنياء أيضاً.

مع وصولنا إلى نهاية فيلم «التطهير إلى الأبد» يبقى الحكاية مفتوحة، لا يقفل أبوابها تماماً في إشارة إلى إمكانية إصدار أعمال جديدة لها صلة بالفكرة الأساسية للسلسلة، وبرغم عدم خروج الفيلم عن سكة السلسلة، إلا أنه امتاز بتوسع عمليات القتل، مع التخفيف من حدتها قياساً مع بقية أفلام السلسلة السابقة، التي شهدنا فيها عمليات قتل بشعة.

الجزء الخامس الذي يلعب بطولته آنا دي لا ريغيورا وليفين راميين وحوش لوكاس، وتينوش هويرتا، وغيرهم، جاء مشدوداً في حبكته، وكذلك أداء ممثليه، جيداً في مشاهد الأكشن، ولكنه أعمق بكثير في حكايته، التي يأخذنا فيها نحو أبعاد أخرى مختلفة.

 

 

 
Email