F9: The Fast Saga يشعل الأمل في طرق صالات السينما

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدا 2020 عاماً صعباً على صالات السينما، فلم يسبق لها أن شهدت انهياراً لشباك التذاكر العالمي كما حدث خلال العام الماضي، الذي تمددت فيه جائحة «كوفيد – 19» لتغطي بظلالها على العالم أجمع، مدخلة صالات السينما في نفق مظلم، بعد أن أجبرتها على إغلاق أبوابها أمام روادها.

كما أجبرت العديد من الاستوديوهات على إغلاق مواقع التصوير وإعادة جدولة عروض الأفلام، تجنباً لأي خسائر إضافية. ذلك المشهد «السوداوي» يبدو أنه سيتبدد قريباً، مع توسّع حملات التطعيم ضد «كوفيد – 19» وعودة الصالات لفتح أبوابها مجدداً، لتبدأ بـ «لملمة جراحها» وحصر خسائرها، تمهيداً لبدء العمل على تعويضها.

إطلالة الجزء التاسع من «فاست أند فيورويوس» (F9: The Fast Saga) نهاية الأسبوع الماضي في صالات السينما الأمريكية، بدا أشبه بـ «شعلة الأمل» بالنسبة لها، بعد تحقيقه لإيرادات بنحو 70 مليون دولار، في صالات الولايات المتحدة وكندا فقط.

الأمر الذي مكنه من تسلق سلم شباك التذاكر العالمي سريعاً، منتزعاً صداراته، وفق أحدث الإحصائيات الصادرة عن شركة «إكزيبيتور ريلايشنز» المتخصصة. أما محلياً فقد نجح الفيلم في المحافظة على تواجده ضمن المراكز الأولى، بعد وصول إجمالي مبيعات تذاكره إلى 418994 تذكرة منذ بدء عروضه في الصالات المحلية قبل 6 أسابيع.

ما حققه (F9) من إيرادات عالية، تعد الأكبر لفيلم في عطلة نهاية الأسبوع الأولى له، منذ بدء جائحة «كوفيد – 19»، بدا لافتاً للعيان، ما أثار سؤالاً إن كان (F9) سيكون بمثابة شعلة الأمل التي ستضيئ الطريق أمام دور السينما، وسيمكنها من استعادة مكانتها وتجاوز جملة «المطبات» التي وضعتها الجائحة في طريقها.

بلا شك أن الرقم الذي حققه «فاست اند فيوريوس» مغرياً، ويحمل الكثير من الأمل بالنسبة لبائعي التذاكر في الصالات، والذين لا يزال الطريق أمامهم «طويلاً ومتعرجاً» إن صح التعبير.

حيث العالم لا يزال يعيش تحت ظلال الجائحة، ويسعى جاهداً إلى الخروج منها. ولكن ما أحدثه الفيلم من فرق على شباك التذاكر يشير إلى أن «صالات السينما العالمية تحتاج إلى مثل هذا الفيلم، في حال رغبتها المحافظة على أوضاعها ومحاولة تجاوز التحديات التي تواجهها».

الدلالات التي حملها هذا الرقم، فتحت عيون موقع «ديدلاين» على المستقبل الذي ينتظر صالات السينما الأمريكية والعالمية أيضاً، حيث نقل الموقع عن جيف بوك، محلل شباك التذاكر في إكزيبيتور ريلايشنش، قوله إن «صالات السينما تتطلب أكثر من مجرد سيارة فين ديزل الضخمة، ومجموعة السيارات التي تطير في الفضاء.

فهي بحاجة إلى مجموعة أفلام ضخمة قادرة على إعادة دور السينما إلى مسارها الصحيح»، مضيفاً: «إذا كانت الصالات تود المحافظة على تدفق الأرباح، فهي بحاجة إلى»نظام تغذية»ثابت من الأفلام الجيدة التي ستضمن لها مثل هذا التدفق».

بوك في حديثه لم يغفل ظاهرة «الأفلام ذات الإصدار الهجين» وهو المصطلح الذي أطلقه على جملة الأفلام التي تعرض على المنصات الرقمية بالتزامن مع وقت عرضها في الصالات، مشيراً في السياق، إلى أن «هناك أفلاماً ضخمة تم إعدادها للعرض حصرياً في صالات السينما.

ولكن مع وجود المنصات الرقمية فإن ذلك سيساهم في الحد من إجمالي مبيعات التذاكر»، مثيراً بذلك سؤالاً عن مدى قدرة هوليوود على إنعاش صناعة السينما، قائلاً: «هل هناك زخم كاف للمحافظة على الإنتاج طوال هذا الصيف؟».

سؤال جيف بوك بدا منطقياً مع إعلان العديد من استوديوهات هوليوود عن نيتها توفير مجموعة من أفلامها مثل (Jungle Cruise) و(The Boss Baby 2) و(The Suicide Squad) وغيرها، لتكون جاهزة للعرض على المنصات الرقمية وخدمات البث عبر الاشتراك في نفس الوقت الذي ستطل فيه على الشاشات الكبيرة.

الأمر الذي يحد من آمال صالات السينما في قدرتها على مواصلة الانتعاش، وهو ما أكده بول درغارابديان، كبير محللي وسائل الإعلام في كومسكور، الذي قال: «لا يمكننا أن نتوقع أن يربح كل فيلم 70 مليون دولار خلال عطله نهاية الأسبوع الافتتاحية».

مضيفاً: «حالياً نحن لا نعيش في هذه البيئة». بول أشار في حديثه إلى أنه «رغم إعادة فتح 80 % من صالات السينما الأمريكية، بدءاً من نهاية الأسبوع الماضي، إلا أن أوضاعها المالية لا تزال في حالة صعبة»، منوهاً بأن هناك العديد من صالات السينما أعلنت افلاسها، ضارباً مثلاً بما حدث مع (Studio Movie Grill)، مؤكداً في هذا الإطار إن العديد من الصالات لن تستطيع تحمل التباطؤ الكبير في الإيرادات.

وقال: «هناك العديد من دور السينما وأماكن الترفيه الحية الأخرى تسعى للوصول إلى تمويل (Save Our Stages) الذي يهدف إلى توفير الدعم المالي اللازم للقطاع المتضرر بشدة من انتشار الجائحة».

 

Email