أشرف عبد الباقي: التواصل الفني المصري والإماراتي ضرورة

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ اللحظة الأولى لظهوره على المسرح، بدا عاشقاً للفن على اختلاف مدارسه، ورغم تواجده في أروقة الدراما وخلف عدسات السينما، فإنه ظل محافظاً على تواجده على خشبة «أبو الفنون»، الذي يعتبره الأقدر على إظهار «قدرة الممثل»، متوسداً في ذلك قاعدة «من يُجِد فن المسرح يُجِد أي فن آخر، والعكس غير صحيح».

إنه الفنان المصري أشرف عبد الباقي، الذي يستعد عبر «سقراط ونبيلة» للعودة إلى السينما بعد غياب طويل، قائلاً لـ «البيان» إن «صعوبة العثور على فكرة جديدة»، كانت أحد أسباب إيقاف «مسرح مصر».

عن ساحة دراما رمضان، لم يغب أشرف عبد الباقي، فقد حضر في رداء «الشهيد»، وأطل كضيف شرف في مسلسل «الاختيار 2»، حيث لمعت صورته في عيون الجمهور الذي صفق له طويلاً، وها هو يستعد للحضور على الشاشة الكبيرة عبر «سقراط ونبيلة»، الذي يناقش فيه «صراع الأجيال»، وفي السياق يقول:

«خلال مسيرتي الفنية قدمت 64 فيلماً، آخرها فيلم «بوبس» الذي قدمته مع الفنان عادل إمام قبل 7 سنوات، وهذا يعتبر تاريخاً، وسبب ابتعادي عن السينما هو ارتباطي مع المسرح، الذي نعاني فيه من ضيق الوقت، وها أنا أعود بعد أن انتهيت من مسرح مصر».

وأضاف: «موافقتي على «سقراط ونبيلة» جاءت بهدف تقديم الدعم لمجموعة من الشباب النجوم الذين يستحقون فرصة الظهور والتألق»، مشيراً إلى أن الفيلم يعتمد على كوميديا الموقف، ويحمل توقيع هشام الشافعي في الإخراج، وسيناريو عبدالفتاح كمال، ويشارك في بطولته أحمد فتحي وشريف أبوهميلة ومحمد فهيم ودينا وسامي مغاوري ومحمد عبدالعظيم.

130

بعد 130 عرضاً، وصلت تجربة «مسرح مصر» إلى خط النهاية، حيث أعلن عبد الباقي توقفها نهائياً، مبرراً ذلك بـ «صعوبة العثور على فكرة جديدة»، وقال: «طوال الفترة الماضية، يمكن القول إننا استنفدنا معظم الأفكار، وفي الموسم الأخير بدأنا نعاني من العثور على فكرة جديدة لمناقشتها على الخشبة.

وعلى الرغم من وجود نسبة كبيرة من الارتجال خلال العرض، فإن الفكرة تبقى هي الأساس»، متابعاً: «السبب الآخر يكمن في عدم رغبتنا في إبقاء فريق العمل مرتبطاً بمكان واحد، لا سيما أنهم أصبحوا جميعاً نجوماً بعد تقديمهم سلسلة من العروض الناجحة، وهذه فرصتهم لإثبات أنفسهم في السينما والدراما والمسرح أيضاً».

وفي الإطار، أشار عبد الباقي، الذي يستعد لتقديم مسرحية «اللوكاندة»، إلى تجربة تقديم «مسرح مصر» في دبي، حيث قال: «قبل 3 سنوات قدمنا عرضاً لمسرح مصر في دبي.

حيث كانت الأجواء إيجابية، وجميلة جداً، وهو ما زاد من الفرح في قلوبنا»، وتمنى عبد الباقي أن تتاح الفرصة مجدداً للتواصل، وقال: «أعتقد أنه يجب أن يكون هناك تواصل دائم بين الفن المصري والإماراتي، فمن شأن ذلك أن يقوي من عضد العلاقة الفنية بين الطرفين».

اكتشاف

لم يقتصر عمل عبد الباقي في المسرح على الأداء فقط، وإنما احترف الإخراج المسرحي أيضاً، وفي ذلك يؤكد أن «تجربة الإخراج ليست جديدة عليه»، ويقول:

«كنت أمارس الإخراج طوال الوقت بجانب التمثيل، وحتى عندما بدأت تجربة «مسرح مصر» كانت من تأليفي وإخراجي، وبعد ذلك اكتشفت أنه يجب أن يكون هناك تعاون مع مؤلفين ومخرجين، حتى أكون متفرغاً تماماً للتمثيل»، وتطرق في حديثه إلى تجربته في الإخراج المسرحي بالسعودية.

حيث يقول: «تعاملت فيها مع مجموعة من الشباب الجديد على المسرح، وقد كنت خلالها مستمتعاً، حيث مكنتني من اكتشاف وجوهٍ مسرحية جديدة، قدمت معها ما يقارب 20 عملاً مسرحياً على مدار عام كامل».

ممثل المسرح، أشبه بـ«الجوكر»، حيث بإمكانه إجادة العمل بالفنون الأخرى، قاعدة يؤمن بها عبد الباقي، ويقول: «لا زلت أذكر لحظات ظهورها على المسرح، عندما كنت أنا والراحل علاء ولي الدين ومحمد هنيدي وغيرهما نعمل سوياً، حينها كان المخرجون والمنتجون يأتون إلى المسرح لاختيار الممثل الجيد من أجل أداء أدوار معينة في السينما والدراما»، ويضيف:

«لذلك أعتقد أن المسرح يظهر قدرة الممثل على الأداء، ويتحول إلى «جوكر» يمكن التعامل معه في الفنون الأخرى»، ويشير عبد الباقي إلى أنه يفضل المسرح، كونه يمكّنه من الحصول على رد فعل الجمهور مباشرة، قائلاً: «المسرح دائماً ما يمنح الممثل «الحتة» التي يبحث عنها لدى الجمهور».

Email