The Midnight Sky يجرّد كلوني من وسامته

ت + ت - الحجم الطبيعي

بين «غرافيتي» و«ذا ريفينانت» (العائد) يتأرجح الممثل جورج كلوني في فيلمه الجديد «سماء منتصف الليل» (The Midnight Sky)، الذي تحرر فيه من ضغوط شباك التذاكر، بعد اختياره لـ«نتفليكس» منصة لعرضه، فيما بدا العمل الذي يتجرد فيه كلوني من وسامته عودة قوية له ليس على مستوى التمثيل فقط وإنما الإخراج أيضاً.

بصورة البائس والهزيل والمريض، يطل الممثل جورج كلوني في فيلمه «سماء منتصف الليل» الذي تولى مارك سميث صياغة نصه، حيث يتخلى فيه عن وسامته وكذلك مشاعر الكاريزما، التي طالما تمتع بها، يرتدي كلوني في الفيلم، الذي لا يعد باكورة إخراجه، عباءة المستكشف أوغسطين لوفتهاوس، الذي يجبر على إخلاء قاعدته المتمركزة في القطب الشمالي، حيث يعيش وحيداً، مدركاً أنّ معاناته مع السرطان ستقضي عليه قريباً، حيث يأتي قراره بإخلاء المكان بعد فشل محاولاته الاتصال بمهمّة فضائية عائدة من كوكب المشتري، بعد استكشاف قمر صالح للسكن يُدعى «K-23»، والذي اكتشفه أوغسطين أولاً، لتحذير طاقمها في شأن الوضع على الأرض، ولكنه يكتشف فجأة أنه ليس وحيداً، وأنّ طفلة مجهولة الهوية تشاطره الحياة في تلك البقعة المهجورة.

«سماء منتصف الليل» يأخذنا نحو المستقبل وتحديداً إلى العام 2049، بينما الحكاية تبدأ من تعرض الأرض للإشعاع من قبل «حدث» غير محدّد، يقضى على معظم الأرض، فيما تجوب إحدى المركبات الفضاء بحثاً عن مكان يصلح للعيش، أما التواصل بين محطة كلوني وتلك المركبة وغيرها من المحطات فهو مفقود، ما يزيد من الأعباء الملقاة على عاتق أوغسطين. عبر هذا الفيلم يعيدنا كلوني إلى فيلمه «غرافيتي»، ويذكرنا أيضاً بما حدث مع زميله ليوناردو دبي كابريو في فيلم «ذا ريفينانت»، كما تطل منه بعضاً من ملامح «انترستيلر»، و«ذا مارشان» وغيرها، والتي حاكت في معظمها الظروف التي نعيشها في «سماء منتصف الليل»، الذي اقتبسه كلوني من رواية «صباح الخير في منتصف الليل» للكاتبة الأمريكية ليلي بروكس دالتون، والصادرة في 2016. تلك الخلطة الغريبة التي ضمها فيلم كلوني، ساعدت على وضعه تحت تصنيف أفلام الخيال العلمي، ليأتي الفيلم بترتيب عال على نتفليكس، كونه يعد واحداً من إنتاجاتها الأصلية.

عين كلوني المخرج لم تخطئ كثيراً، حيث نجح في صياغة رؤية جميلة للفيلم، ومن خلال استعانته بمجموعة من العناصر الدرامية، وإقحامها في حبكة الفيلم الخيالية، استطاع كلوني أن يدحض فكرة أن المشاعر الإنسانية لا تتفق مع «بلاستيكية» الخيال العلمي، ما جعل منه فيلماً مؤثراً في النفس، رغم بعد المسافة الفاصلة بين الأرض، حيث يعيش كلوني، وبين الفضاء، حيث تسكن المركبة الفضائية. في المقابل، نجح الفيلم في تجاوز امتحان لعبة المؤثرات البصرية، رغم «مبالغته» في سرد وتحديد ملامح المستقبل، ليبدو أن كلوني سعى جاهداً لتقديم فكرة مفادها أن «الجنس البشري معرض دائماً للخطر».

 

 

افتقار الفيلم إلى الثقل الدرامي المساند للحبكة، بدت واحدة من الإشكاليات التي واجهها العمل، إلا أن ذلك لا يعني فقدانه لقدرة التأثير في المتفرج، وقد يكون مرد افتقار الفيلم لثقله الدرامي عائد إلى طبيعة الرواية الأصلية، والتي قد تكون وقعت في هذا الفخ، ولكن يبقى أن كلوني استطاع أن يجسد شخصية أوغسطين بحرفية، حيث له عينان جوفاءان شاحبتان، ولحية بيضاء وشعر أشعث قصير، يعاني من مرض السرطان.

Email