كُتّاب وكاتبات: المصادر مهمة لمعلومة صحيحة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

للأدب الحرية في الانتقال إلى عوالم لا حدود لها من الخيال، ولكن مهما ذهب الكاتب بعيداً يستند في الكثير من الأحيان على واقع موجود أو حقيقة عملية أو تاريخية، وعند إذ يقف ليراجع ويقارن ليضع المعلومة الصحيحة للقارئ. وهو ما أكد عليه عدد من الكُتاب والكاتبات في حديثهم لـ «البيان» وقالوا: نستعين بالمصادر المتنوعة لكي نقدم معلومة حقيقة.

قد تعتبر هذه المعلومات جسراً بين الكاتب والقارئ، كونها تثري العمل وتثري من يقرأه، وكونها تضيف بعداً واقعياً لعالم لا يستطيع بناؤه إلا الكاتب بذاته.

توثيق

قال الأديب حارب الظاهري: من الممكن الاستعانة بعدد من المصادر عند كتابة الرواية وعادة ما تتلخص في المعلومات التاريخية أو الاستدلالات المكانية الجغرافية أو التاريخ الشفاهي المتناقل ما بين الناس. وأوضح: لابد هنا من إثباتات ومراجع يستند إليها الكاتب قبل الكتابة أو الخوض في المسائل الإنسانية. وأضاف: باعتبار أن الكتابة توثيق مهم للأجيال القادمة ولا يجوز الكتابة دون مستند سواء تاريخي أم موضوعي مجتمعي يدلل على الكتابة الرواية بحيث تصبح ذات مصداقية.

الروائية أسماء الزرعوني أكدت في مستهل حديثها أهمية العودة إلى المصادر في بعض الأحيان. وأوضحت: في أكثر من رواية من رواياتي أعود إلى التاريخ وأبحث في المصادر الموثوقة، أكثر من بحثي على مواقع الإنترنت. وأضافت: يجب أن أكتب شيئاً حقيقياً عندما أتحدث عن التاريخ، فمثل هذه المعلومات الصحيحة تبني الثقة بين الكاتب والقارئ. وتابعت كانت مثل هذه الأبحاث في روايتي «شارع المحاكم» و«الجسد الراحل».

وقالت الزرعوني: أحياناً أسأل كبار السن عن بعض الأشياء، فمثلاً عند الحديث عن مستشفى الإرسالية الأمريكية والتي عرفتها في طفولتي، سألت أم صديقتي عن بعض الأشياء عنها. وأضافت: يأتي هذا من حرصي أن تكون معلوماتي صحيحة.

مسؤولية

وقالت الكاتبة والمحاضرة في الدبلوماسية الثقافية إيمان اليوسف: حين كتبت «حارس الشمس» روايتي الثانية والتي حازت على المركز الأول في جائزة الإمارات للرواية عام 2016، استعنت بكل ما يمكنني الاستعانة به من مصادر. وأضافت: طوال عام كامل وبشكل مكثف قرأت كل ما يمكن قراءته عن الموصل العراقية وآثارها بالإضافة إلى مطالعة مخطوطات ودراسات. أيضاً. وأوضحت: أجريت لقاءات مع شخصيات توازي وتتماهى مع شخصيات الرواية التي تقع أحداثها في جامع النبي يونس والمنطقة المحيطة به.

وأوضحت اليوسف: لاحقاً وفي الأعوام من 2017 إلى 2019 والتي شهدت صدور روايتي الثالثة «قيامة الآخرين» عكفت على قراءة كتب علم الاجتماع والنفس بشكلٍ يكاد يقترب من الهوس بالإضافة إلى سؤال المختصين في هذا المجال، إذ قدمت في قيامة الآخرين تخيلاً فنتازياً أساسه مرض نفسي حقيقي. وأضافت: أؤمن أن النص الأدبي أكثر خلوداً من أي شيء آخر، إذ أحرص على الغرق في تفاصيله والتي تبدأ وتنتهي بالبحث المكثف والمسؤول وبالانغماس في عالم الرواية وتقمص شخصياتها، وأرى ذلك ضرورياً وأساسياً لأي عمل روائي أو نص أدبي جيد.

قال الشاعر والروائي هزاع أبو الريش: بالنسبة لي يجب أن يكون هناك مرجع لأجل تقريب المشهد الأدبي من القارئ، في الرواية عامة وفي القصة خصوصاً. وأضاف: إذ دخلت في الخيال كثيراً لا يجوز تجاوز بعض التفاصيل الحقيقية التي تمنح السرد المزيد من الجمالية.

وأضاف أبو الريش: إن كانت القصة وجدانية، أضع بعض التفاصيل والمعلومات التي تضيف وترثي معلومات القارئ.

وقالت الروائية تهاني الهاشمي: أميل عادة عند الكتابة للبحث، لأجل أن أبني على جانب واقعي ومن ثم يأخذ الخيال أبعاده. وأضافت: البناء عادة عندي على واقع صحيح وهو ما يتطلب مني البحث والقراءة والاطلاع.

Email