عندما ينتشر المرض تنتعش الصناعات الطبية

من المعروف أن انتشار الأوبئة يؤدي موضوعياً إلى ازدهار صناعة الأدوية والمستلزمات الطبية، وفي ظل جائحة كورونا، ظهر هذا الأمر بشكل جليّ. بالأساس، تهتم الدول بصحة مواطنيها، لكن الأوبئة لها تداعيات اقتصادية سلبية على الاقتصاد.

وحدها الصناعات الطبية تزدهر، نظراً لازدياد الطلب عليها، وفي المحصلة تصبح «مصائب قوم عند قوم فوائد».

في أمريكا يسعى المسؤولون إلى تجنّب أي نقص مستقبلاً في مستلزمات اختبارات «كورونا»، من خلال ضمان استمرار إنتاجها بكميات كبيرة، حتى بعد انحسار موجة المتحور أوميكرون، وتلاشي الطلب. وكالة الأنباء الألمانية نقلت عن توم إنجليسبي، المسؤول المعيّن حديثاً ضمن الإدارة الأمريكية لتنسيق شؤون فحوص «كورونا»، قوله: «سوف نواصل التحرك بهذه السرعة، وبوتيرة أسرع، لزيادة الإنتاج على أساس شهري».

الصين التي يرجح أن «كورونا» نشأ على أرضها، ارتفعت أسعار أسهم شركاتها، التي تنتج مستلزمات الوقاية من «كورونا» مثل الكمامات وأجهزة الكشف عن الفيروس. «بلومبرغ» أشارت إلى أن مؤشر سي.إس.آي 300 لأسهم الشركات الصحية في الصين، ارتفع في يوليو 2021 بنسبة من هذه الشركات شركة شينلونغ هولدنغ غروب لصناعة الكمامات، التي ارتفع سعر سهمها بنسبة 10%.، فيما ارتفع سعر سهم منافستها إنتكو ميديكال بنسبة 8.3%.

مذكرة تفاهم

في المنطقة العربية، لو أخذنا المملكة المغربية كمثال نجد أنها سارعت الخطى في دعم علامة «صنع في المغرب» في مجال الصناعة الطبية والمنتجات الصحية، وفقاً لتقرير أوردته «سكاي نيوز عربية» الشهر الماضي، حيث وقعت وزارتا الصناعة والتجارة، والصحة والحماية الاجتماعية، مذكرة تفاهم من أجل تطوير وتشجيع التصنيع المحلي للأجهزة والمنتجات الطبية. في سنة 2020، وفي ظل انتشار «كورونا» بالمغرب، اتجهت العديد من الشركات إلى التحول في إنتاجها إلى صناعة وتطوير أجهزة ومعدات طبية.

ويقول رئيس الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة، علي لطفي، إن هذه الاتفاقية أعتبرها بادرة أمل من أجل تطوير الصناعة المحلية. ووفقاً لمسؤولين، فإن المغرب يسعى اليوم إلى تحقيق سيادته الصحية، اعتماداً على الصناعة المحلية، من أجل تلبية حاجياته في المجال الطبي، والتي ستمكنه من تجهيز مستشفياته بالمعدات والأجهزة اللازمة، دون الحاجة إلى الاستيراد من الخارج. كما أن الجائحة سلطت الضوء على أهمية تطوير الصناعة المحلية، خاصة في ما يتعلق بالتجهيزات الطبية، من قبيل معدات التنفس وأسرة الإنعاش، التي تزايد الطلب عليها بفعل انتشار الجائحة في العالم.