جائحة «كورونا» تقذف بمشردين جدد إلى شوارع ساو باولو

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما ضاعف مالك منزل مونيكا، إيجار الغرفة التي كانت تعيش فيها مع بناتها الثلاث في ساو باولو، فجأة، لم يكن أمامهن خيار سوى العيش في الشوارع، على غرار عدد متزايد من الفقراء في العاصمة الاقتصادية للبرازيل.

مرت مونيكا بأوقات عصيبة، خلال جائحة «كورونا»، ما أجبرها على الاختيار بين إطعام نفسها وبناتها اللاتي تبلغ أعمارهن 12 و9 و3 سنوات، أو دفع إيجار شقتها.

تقول مونيكا «33 عاماً»، التي أقامت مخيماً مرتجلاً للعائلة، قبل أسبوع، في ساحة الجمهورية، بقلب المدينة التي يبلغ عدد سكانها 12 مليون نسمة: «إذا أنفقنا كل شيء على الإيجار، فكيف سنأكل؟ الناس يحتاجون إلى أكثر من مجرد سقف فوق رؤوسهم، أليس كذلك؟»، مشيرة إلى أنّها تمضي أيامها في جمع مواد قابلة لإعادة التدوير وبيعها، وهي تكسب ما بين 4 و6 دولارات في اليوم، قبل أن تجلب بناتها من المدرسة.

ووفق مونيكا، فقد أدى خفض حكومة الرئيس غايير بولسونارو، المساعدات الطارئة المخصصة للفقراء، خلال الجائحة، إلى تفاقم الوضع.

وتتشارك مونيكا وبناتها فراشاً اقترضنه من «جار» في الساحة، وهو يحرس متعلقاتهم القليلة، فيما تكون مونيكا في العمل والفتيات في المدرسة.

وقالت مونيكا: «أحاول أن أعيش حياة طبيعية، أستحم، واصطحب الفتيات إلى المدرسة، لكن عندما تستيقظ، لا تشعر بأنك بخير، والجميع ينظر إليك، أكبر مخاوفي، هو أن أمرض وأفقد القدرة على رعاية بناتي، أحلم بالخروج من الشارع، أنا لن أستسلم، وأحاول تجاوز هذا الأمر».

ولفتت إلى أنها لا تريد الذهاب إلى مأوى للمشردين، لأنها تخشى المخدرات والعنف السائدين هناك. وتراقب دانييلا روسا نيفيس، البالغة 24 عاماً، وهي حامل في شهرها السابع بطفلها الثاني، والتي تعيش في الشارع منذ ثلاثة أشهر، ابنها البالغ عامين تقريباً، وهو يلعب بقطعة موز في الشارع.

ودفع ارتفاع معدلات البطالة والأسعار، لا سيّما فيما يتعلق بالإيجارات، خلال الجائحة، بالعديد من الأشخاص على غرارها إلى الشوارع.

وقال كيلسيني ميديروس بينيو، من جامعة ساو باولو: «كانت هناك زيادة كبيرة جداً في عدد الأشخاص الذين يعيشون في الشوارع للمرة الأولى، إذا فقدت وظيفتك، ولم يكن لديك أي بديل، فإن الشارع هو الحل الوحيد».

في كل أنحاء البرازيل، أجلي ما لا يقل عن 14300 أسرة خلال الفترة الممتدة من مارس 2020 إلى يونيو 2021، وهناك 85 ألف عائلة أخرى مهددة بالإخلاء، وفقاً لمنظمة «ديسبيجو زيرو» المتخصصة.

وفي ولاية ساو باولو وحدها، تم إجلاء قرابة أربعة آلاف شخص، مع وجود 34 ألفاً مهددين بالإخلاء، وفق المنظمة. ووصف أندرسون لوبيس ميراندا، من حركة «ناشونال هومليس موفمنت»، الوضع في ساو باولو، بأنه غير مسبوق خلال 30 عاماً من العيش مع المشردين والعمل معهم، مضيفاً: «اعتدنا خصوصاً أن نرى مسنين أو عمالاً فقدوا وظائفهم، ينتهي بهم المطاف في الشارع. الآن، يمكن رؤية عائلات ونساء مع أطفال».

وأظهر آخر إحصاء رسمي للسكان المشردين في ساو باولو، أن عددهم كان 24344 في عام 2019، 85 في المئة منهم من الرجال، إلا أنّ منظمات تعمل مع المشردين، تقول إنّ هذا الرقم أقل من العدد الفعلي.

Email