ما سر تفشي «كورونا» بشدة في دول المغرب العربي؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

أثبتت أزمة كورونا وجود اختلافات كبيرة بين الدول العربية من حيث أنظمتها الصحية والموارد المتاحة في مواجهة الوباء، ولكن في دول المغرب العربي ولا سيما تونس، الجزائر، المغرب، ليبيا فإن الدول ككل غير مهيأة للتعامل مع تداعيات الوباء بسبب نقص اللقاحات بشدة ونقص التوعية بخطورة الوباء بعدم تقيد شعوب المغرب العربي بالإجراءات الاحترازية في غياب إجراءات رادعة.

 وتعيش تونس وضعاً كارثياً حيث أعلنت وزارة الصحة التونسية، اليوم السبت، عن تسجيل 317 حالة وفاة جديدة خلال الساعات الـ48 الماضية بفيروس كورونا، بينها 261 في الساعات الـ24 الماضية وهي أكبر حصيلة يومية منذ بدء تفشي الوباء.

وارتفعت حصيلة الإصابات اليومية بواقع 5624 إصابة جديدة. كما ارتفع إجمالي عدد الإصابات بفيروس كورونا في تونس منذ بداية تفشي الوباء هناك إلى 563930 إصابة، منها 457597 حالة شفاء، فيما توفي 18369 شخصاً حتى الآن.

كثرة الأخطاء

وأرجع الرئيس التونسي، قيس سعيد ارتفاع الإصابات والوفيات جراء الجائحة إلى كثرة الأخطاء في المدة الأخيرة، وكثر التّردد نتيجة دخول بعض اللوبيات لإفساد جملة من الإجراءات.

 وأكد الرئيس التونسي خلال الاجتماع الطارئ مع أعضاء الحكومة أنه «لا بد من قراءة نقدية لما تم فعله في الأشهر الماضية، ولماذا تردت تونس إلى هذا الوضع».

وقال «الوضع الصحي في تونس كارثي والأمر يتعلق بالتفريط في القطاع العمومي للصحة منذ سنوات التسعين».

وأمر سعيد بمراجعة جملة من الاختيارات بعد فشل التصدّي لجائحة كورونا وتفاقم الأوضاع الصحية في عدد من مناطق البلاد.

كما أوضح أنه قام «بما تقتضيه المسؤولية وما يفرضه الواجب تجاه هذا الوطن، ولكن المسؤولية تقتضي اليوم مراجعة جملة من الاختيارات التي أثبتت التجربة أنها خاطئة أو منقوصة».

التطعيم

 وفي المغرب، كشفت وزارة الصحة المغربية، اليوم السبت، تسجيل 5494 إصابة مؤكدة جديدة بفيروس «كورونا» خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد الإجمالي للمصابين بالفيروس إلى 575162 حالة في المغرب.

ووفق المصدر ذاته فإن مجموع التحاليل المنجزة، عقب إجراء 27932 فحصاً خلال المدة نفسها، قد بلغ 6743750 منذ بداية انتشار الفيروس في 2 مارس من العام الماضي، 

 ويعود سبب تفشي كورونا إلى نقص التحصين حيث نجد تردداً في أخد اللقاح، وقد أصدرت الحكومة المغربية بياناً اشترط الحصول على «جواز التلقيح» أو رخصة إدارية من السلطات المختصة، للتنقل بين مدن وأقاليم البلاد.

وتهدف الحكومة من خلال اعتماد «جواز كورونا» إلى حث المواطنين وخصوصاً فئة الشباب التي تشكل الفئة العمرية الطاغية في البلاد، على الإقبال على التطعيم من أجل الوصول إلى المناعة الجماعية في أقرب وقت ممكن. وشدد بيان الحكومة أن «الظرفية الراهنة تقتضي التقيد الصارم بكل توجيهات السلطات العمومية وبجميع التدابير الاحترازية المعتمدة من طرف السلطات الصحية، من تباعد جسدي وقواعد نظافة عامة وإلزامية وضع الكمامات الواقية، حفاظاً على المكتسبات المهمة التي حققتها بلادنا في مواجهتها هذه الجائحة».

 تفشٍ في المدن

وفي الجزائر، أعلنت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، اليوم السبت، عن تسجيل 1305 إصابات جديدة بفيروس كورونا، خلال الـ24 ساعة الأخيرة. 

وحسب الناطق الرسمي للجنة متابعة تفشي فيروس كورونا بالبلاد، الدكتور جمال فورار، فقد ارتفع إجمالي الإصابات بالفيروس التاجي في الجزائر إلى 160868. فيما ارتفعت ضحايا الفيروس بالبلاد إلى 4042، بعد تسجيل 16 وفاة خلال 24 ساعة الأخيرة. فيما دعا الدكتور كمال جنوحات رئيس الجمعية الوطنية للطب المناعي المواطنين إلى عدم الاستهزاء بالإجراءات الوقائية والقيام بالتطعيم دون تردد والتضامن العائلي والاجتماعي في مواجهة الوباء وآثاره الاجتماعية والاقتصادي، فيما كشف أن «اللقاح ضروري ولو أخذه المرضى مبكراً لكانت نسبة الوفيات الأخيرة 5 في المئة فقط»، مشيراً إلى أن «لكل مئة (100) حالة من الوفيات نسجل خمس وفيات لا غير».

 ودعا وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، البروفسور عبدالرحمن بن بوزيد، مديري الصحة لولايات الوطن إلى الرفع من وتيرة تلقيح المواطنين من أجل بلوغ الهدف الذي سطرته السلطات العمومية والمتمثل بنسبة 70 في المئة.

وتعرف 9 ولايات من الوطن إلى جانب ولاية الجزائر، ضغطاً كبيراً على الهياكل الصحية بفعل ارتفاع عدد الإصابات. وقد عرض مديرو هذه الولايات زيادة عن الوضعية الوبائية الإمكانيات المجندة حالياً والتي يمكن وضعها للاستجابة لاحتياجات سكان هذه المناطق ولا سيما من حيث عدد أسرة الاستشفاء والإنعاش بالإضافة إلى نسبة التلقيح بها.

ويعقد غداً الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون اجتماع مجلس الوزراء، يعد الأول من نوعه مع الحكومة الجديدة، وسيتضمن اقتراحات حول مواجهة الموجة الثالثة لكورونا.

وحسب مصادر فإن هناك توجهات لاتخاذ تدابير صارمة لمواجهة تفشي الوباء، فيما قررت الحكومة غلق شاطئي نادي الصنوبر البحري وموريتي في العاصمة.

وحسب بيان لمصالح الوزارة فإن غلق الشاطئين سيكون بداية من غد الأحد، وذلك في إطار إجراءات مكافحة تفشي فيروس كورونا. كما قرر والي العاصمة إغلاق متنزه الصابلات أسبوعين، في إطار تدابير جديدة لمواجهة فيروس كورونا.

 حصيلة ضئيلة 

وفي ليبيا أعلن المركز الوطني لمكافحة الأمراض بليبيا، أن عدد الأشخاص الذين تلقوا اللقاح ضد وباء «كورونا» بلغ 490 ألفاً و614 شخصاً فقط وفق آخر حصيلة صادرة عن المركز.

 وفي العاشر من أبريل، دشن رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة عبدالحميد الدبيبة حملة تلقيح ضد كوفيد 19.

يشار إلى أن الحصيلة الإجمالية للإصابات في ليبيا ارتفعت منذ بداية الجائحة في مارس 2020، إلى 229 ألفاً و406 حالات، بينها 40 ألفاً و792 نشطة، و185 ألفاً و468 شفاء، و3344 وفاة.

Email