«كورونا» ينقل صفقات الأرض إلى السماء

ت + ت - الحجم الطبيعي

فرض فيروس «كورونا» (كوفيد 19) تعديلات جوهرية في أولويات وإجراءات الدول، وذلك من أجل مواجهة هذا الوباء الذي أربك العالم، لا سيما عقب إعلانه كجائحة منذ مارس 2020 غير أن الفيروس التاجي لم يغير فقط من سلم الأولويات، لكن رسم خريطة اقتصادية جديدة انتقلت فيها الصفقات من الأرض إلى السماء، وأصبح الحديث حالياً يدور حول «الطائرات الكهربائية» وسط تنبؤات بازدهار هذا السوق مستقبلاً.

وحصدت السماء حصة الأسد من صفقات الأسبوع الماضي، كان هناك ست صفقات مختلفة في الأعمال التي يراهن عليها أغلب المستثمرين في مستقبل الطيران.

تجري «فيستا جلوبال» محادثات لإجراء عملية استحواذ ذات أغراض خاصة يمكن أن تقدر قيمة الشركة بأكثر من 10 مليارات دولار، وفقاً لتقرير «بلومبرغ». «فيستا» هي شركة طائرات خاصة مملوكة حالياً للملياردير السويسري توماس فلور، وهي شركة معروفة بأسطولها المكون من عشرات الطائرات التي تعمل تحت العلامة التجارية «فيستا جيت».

من جهتها، كشفت شركة «ليليوم» الألمانية عن أحدث مركباتها الكهربائية ذات الإقلاع والهبوط العموديين أو ما يُعرف بطائرة «إيفتول» المصممة بسبعة مقاعد، فيما تتهيأ شركة «يو بي أس» (يونايتد بارسل) الأمريكية للبريد السريع لإطلاق أسطول من 10 مركبات طائرة للإقلاع والهبوط العموديين، وذلك لاختبارها للتنقل في مناطق أسواقٍ عدّة يتراوح حجمها بين صغير ومتوسّط في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

وصرّحت الشركة الألمانية التي تتخذ من مدينة ميونيخ مقراً لها بأن المركبة الجديدة هي ثمرة أربعة أجيال من التجارب التقنية. ويأتي هذا التصميم ذو المقاعد السبعة على شكلِ تحديثٍ لطائرة ليليوم السابقة ذات المقاعد الخمسة.

تقلّ المركبة الجديدة المسماة «ليليوم جيت» ستة ركاب إلى جانب الطيار وتستخدم «ليليوم جيت» تقنية الدفع الكهربائي الأنبوبي الموجه التي طوّرتها الشركة الألمانية نفسها، والمصنوعة من 36 محركاً كهربائياً مزودة بأنابيب كهربائية مدمجة في رفرافي الجناحين، ومهمتها السماح للطائرة بتخفيف الضجيج المنبعث منها وبصمتها الأرضية.

تعاونت ليليوم مع مزوّدين مختلفين في تطوير مركبتها الجديدة أبرزهم «أسيتوري» المكلّفة بصناعة هيكل الطائرة والجناحين، و«توداي إنداستريز» المسؤولة عن تزويد الطائرة بمركّبات ألياف الكربون العالية الأداء، و«لوفتهانزا أفيايشن ترينينغ» المسؤولة عن توظيف الطيارين وتقديم برامج التدريب.

وكانت الشركة الألمانية قد أعلنت في نوفمبر الماضي، أنّها وقعت شراكة مع «تافيستوك ديفلوبمنت» ومدينة أورلاندو لإطلاق شبكتها للحركة الجوية في عام 2025. وتخطّط الجهات الثلاث لبناء شبكة تشمل 13 موقعاً تعمل فيها حوالي 125 طائرة. وتعتزم ليليوم أيضاً العمل في ألمانيا من خلال اتفاقات وقعتها مع مطاري كولونيا بون ودوسلدورف الدوليين لاستخدام ما يقارب 190 طائرة.

على الصعيد ذاته تطلق شركة «يو بي أس» (يونايتد بارسل) الأمريكية للبريد السريع أسطولها الجديد من الطائرات الكهربائية. وكشفت الشركة ومقرّها في أتلانتا أنّ الطائرات ستُدار من قسم «فلايت فوروورد» الذي أُطلق عام 2019 بهدف قيادة أوّل طائرة درون تعمل في شبكة توصيل في الولايات المتحدة. يعتمد البرنامج الجديد على مركبة طائرة تجمع في تصميمها بين الطائرة التقليدية والطوافة على أن تتولّى تطويرها شركة «بيتا تكنولوجيز» في فيرمونت.

وتعتزم «يو بي أس» تطوير محطّات لشحن مركباتها من بطاريات الطائرات القديمة التي لم تعد صالحة للطيران، وستعمل على تصميمها لتتوافق مع أسطولها الكهربائي الجديد. وقال مسؤول قسم الهندسة في «يو بي أس» خوان بيريز، إنّ هذه التقنيات «ستشكّل أساساً للحلول المستقبلية الهادفة لتقليل الانبعاثات التي تنتجها الشركة في عملياتها الأرضية والجوية». بدورها،وصرّحت، مؤسسة شركة «بيتا تكنولوجيز» كايلي كلارك أن «شركتها تجمع بين التصميم البسيط والأنيق والتقنية المتقدّمة لابتكار طائرة فعّالة بصفر انبعاثات تشغيلية».

الصورة:

Email