مليار جرعة لقاح والعالم يسابق الزمن لإنهاء كابوس «كورونا»

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الثامن من ديسمبر 2020، رفعت مارغاريت كينان البريطانية التسعينية، كم قميصها وتلقت وسط تصفيق أول جرعة من لقاح مضاد لفيروس كورونا.

بعد مرور خمسة أشهر على أول عملية تلقيح في الدول الغربية، سجل إعطاء مليار جرعة من اللقاحات.

وتساهم اللقاحات الـ12 التي تمّ تطويرها بالكاد خلال عام، في إخراج الدول الأفضل حالاً من كابوس الوباء. ولا يزال ينبغي تأكيد هذا الانتصار المرحلي على الوباء الذي أودى بحياة ثلاثة ملايين شخص وشل العالم، مقابل النسخ المتحورة الجديدة من الفيروس التي لم تُعرف بعد بالتحديد درجة مقاومتها للقاحات، وكذلك في مواجهة التفاوت في توزيع الجرعات بين الدول الغنية والفقيرة، الأمر الذي يُفسد حتى فكرة تشكل مناعة جماعية.

منذ أن تلقت اللقاح مارغاريت ذو الوجه البشوش التي أقرّت بأنها محظوظة آنذاك، يكشف ملايين الأشخاص عن أكتافهم للحصول على الحقنة الثمينة على أمل لقاء أقاربهم مجدداً واستئناف نشاطهم والخروج والسفر. يأملون ببساطة العودة إلى الحياة.

بعد عدة انتكاسات بشأن أحجام الحقن والبرادات لحفظ جرعات لقاحي فايرز/بايونتيك ومودرينا اللذين يستخدمان تقنية الحمض النووي الريبي المرسال نفسها، انطلقت عجلة التطعيم وباتت الآن تسير بسرعة البرق. في الملاعب والكنائس والمدارس والصيدليات، يجري التطعيم في كل مكان وزمان وبكثافة.

في تكساس، تنتظر ماري دونيغام دورها في سيارة ابنتها في موقف للسيارات. وتقول من نافذة السيارة المفتوحة: «عمري 89 عاماً ونصف عام ولا أريد أن أموت وأنا ما زلت شابة!». وتتابع الولايات المتحدة عن كثب حملة التلقيح، فبعد أن عاشت العام الماضي جحيم المستشفيات الميدانية في سنترل بارك، فتحت السلطات الأمريكية الاثنين مجال التلقيح لكافة الفئات العمرية. وتلقى نصف الأمريكيين جرعة واحدة على الأقل حتى الآن.

ويعادل أداء الولايات المتحدة، أداء المملكة المتحدة، كل بحسب حجمه، مع حقن نصف البريطانيين بجرعة واحد على الأقل.

وتلقى الاتحاد الأوروبي في الفصل الأول من العام الحالي، 107 ملايين جرعة من كافة اللقاحات المرخصة على أراضيه، لسكان يبلغ عددهم 446 مليون نسمة.

وحجّمت رئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين هذا التأخير وأبقت على هدفها تلقيح 70 في المئة من البالغين الأوروبيين بحلول الصيف.

وفي وقت تنطلق عجلة الاقتصاد الأمريكي مجدداً وسط ضجة كبيرة، قد يكلف تأخّر حملات التلقيح في الاتحاد الأوروبي مع تدابير الإغلاق التي تُفرض مجدداً، 123 مليار يورو للدول الـ27 الأعضاء، وفق شركة «أويلر هيرميس».

ولا يزال الوصول إلى اللقاحات غير عادل، وفقاً للقارات، فقد تلقت اليمن وليبيا وهما بلدان يشهدان حرباً، أول شحنة لقاحات مؤخراً.

ويقول مدير المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها الدكتور جون نكينغاسونغ، إن القارة اليوم «في مأزق». وتلقت 55 دولة من الاتحاد الإفريقي 35 مليون جرعة لسكان يُقدّر عددهم بـ1.2 مليار نسمة.

ويشير المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، إلى أن نتيجة ذلك هي أن في الدول الغنية هناك شخص ملقّح من أصل كل أربعة مقابل شخص واحد ملقّح من أصل كل 500 في دولة فقيرة.

ورغم إنشاء آلية كوفاكس وهي شراكة بين القطاعين العام والخاص تديرها منظمة الصحة العالمية، ومن شأنها أن تضمن الوصول العادل إلى اللقاحات، تسببت صعوبات في التمويل في 15 أبريل بعرقلة عمليات تسليم حوالى 38 مليون جرعة لـ113 بلداً.

كلمات دالة:
  • لقاح ،
  • جرعة،
  • الاتحاد الإفريقي،
  • مكافحة الأمراض
Email