«كورونا» يحرم أُمّا جزائرية من مرافقة جثمان ابنها

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ 17 مارس 2020 وهو تاريخ إغلاق الجزائر منافذها البرية والبحرية والجوية في خطوة اتخذتها السلطات لمواجهة فيروس كان حينها أكثر غموضاً ولا يزال القرار ساري المفعول إلى يومنا هذا، غير أن ذلك القرار خلّف مآسي كثيرة لاسيما لدى المغتربين والعالقين من الجزائريين في مختلف دول العالم، حيث إن القرار الذي اتخذته السلطات جعل الأبواب موصدة أمام الجزائريين.

ورغم أن أول تصريح للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون حينما عاد من رحلة علاج من ألمانيا كان «البعد عن الوطن صعب»، إلا أن هذه العبارة يبدو أنها لم تلقَ صدى لدى السلطات التي لم تكترث إلى اليوم بنداءات العالقين ولا المغتربين التي وصلت إلى درجة حرمان أم من مشاركة تشييع فلذة كبدها الذي عاد في تابوت من الولايات المتحدة، وقصص مماثلة كثيرة.

ويبقى السؤال إلى متى يبقى المغتربون محرومين من وطنهم، وإلى متى يظل عدم الاكتراث بالحالات الإنسانية للجزائريين، وهل يجب حرمان الجزائريين من وطنهم طول الدهر إذا قرر «كورونا» أن يعيش مع البشرية إلى الأبد وهو احتمال يؤكده الكثير من الأخصائيين.

سيعود الشاب عراب رضوان (34 عاماً) من الولايات المتحدة، في تابوت بعد معاناة من المرض بمستشفى «كولومبوس- أوهايو» لدفنه بقرية بوشقفة ببجاية (شرقي العاصمة الجزائرية)، لكن والدته لن تكون ضمن المشيعين لعدم حصولها على رخصة الدخول إلى الجزائر.

كشف يحي عراب والد الفقيد في تصريح نقلته صحيفة «الخبر» الجزائرية: «زوجتي اتصلت بقنصلية الجزائر في كولمبوس من أجل رخصة الدخول قبل وصول جثمان ابني المرتقب يوم الأربعاء المقبل، لكن لم تتلقَ رداً بسبب غلق الحدود بعد الجائحة، اتصلنا بوزارة الشؤون الخارجية ووزارة الداخلية دون جدوى».

وأضاف متحسراً: «أناشد السلطات الأخذ بعين الاعتبار هذه الوضعية الاستثنائية والترخيص لها بالدخول علماً أنها دون موارد مالية وتمتلك فقط تأشيرة وغير مقيمة وهي تعتمد على تضامن عائلات جزائرية».

وذكر والد الفقيد بأن الراحل كان مهندساً في إحدى الشركات قبل مرضه وتزامن مرضه مع حصوله على تأشيرة الدخول للولايات المتحدة في إطار برنامج القرعة للهجرة في 2017، أقنعه زملاؤه الذين استقروا بالولايات المتحدة استكمال إجراءات الهجرة ومواصلة العلاج، وغادر الجزائر على كرسي متحرك في 8 ديسمبر 2019.

وباشر العلاج في مستشفى «ريفر صايد ميتوديست» بكولومبوس أوهايو، التحقت به والدته بعد 4 أشهر لمرافقته في رحلة العلاج ومساعدته.

واستطاع رفاقه بفضل مجهوداتهم إقناع جمعية محلية التكفل بهم من جانب الإقامة، بعد خضوعه لعملية جراحية وعلاج مكثف بدأت بوادر الشفاء تظهر على رضوان واستعاد عافيته في الأشهر الأولى تفاجأ الأطباء بتشخيص ورم سرطاني في الرأس وساءت حالته لغاية وفاته في 9 أبريل الجاري.

وسمحت الهبة التضامنية لأفراد الجالية من جمع 45 ألف دولار لدفع ثمن ترحيل الجثمان بعد استصدار الوثائق من سفارة الجزائر بنيويورك، لكن بقيت مشكلة رخصة دخول الوالدة عالقة لحد اليوم، بالنظر لقرار غلق الحدود بسبب الحجر الصحي. يبقى الحلم الوحيد لوالدة رضوان هو تشييع جنازة ابنها في مسقط رأسه وأملها كبير في السلطات لاتخاذ قرار بدخولها رفقة نعش فلذة كبدها.

إلى ذلك، ووفق ما نقل موقع «الجالية الجزائرية» عن عضو اللجنة العلمية المكلفة بمتابعة تطور وباء كورونا، رياض محياوي فإن الأخير عارض بشدة فكرة إعادة فتح الحدود في الوقت الحاضر، حتى لو أثر هذا القرار على الجزائريين الذين تقطعت بهم السبل في الخارج ولا يمكنهم حتى حضور جنازات أقاربهم.

كلمات دالة:
  • أم جزائرية،
  • منافذ،
  • إغلاق،
  • الجزائر،
  • السلطات
Email