الهند.. مسجد يداوي آلام المرضى في زمن كورونا

ت + ت - الحجم الطبيعي

في ظل الأزمة العالمية جراء جائحة كورونا، تسعى الهند للتعامل مع ما ترتّب على الجائحة وتأثيرها البالغ على مختلف فئات المجتمع، لا سيّما الفقراء.

يعتبر مسجد عمير الشيفا في مدينة حيدر أباد القديمة، أحد النماذج الإنسانية التي رسّخت مفهوم العطاء، إذ قرّر القائمون على الصرح الديني العتيق توفير كل مرافق الرعاية الصحية للفقراء ومحدودي الدخل مجاناً، في إطار مبادرة «يد العون» التي أطلقتها إحدى المنظمات غير الحكومية في الهند.

 ويقدّم المسجد الخدمات الصحية الأساسية لنحو 300 شخص يومياً، فضلاً عن توفيره أماكن للحجر الصحي للحالات المثبت إصابتها بفيروس كورونا.

واستجابة لازدياد عدد المرضى الذي يحتاجون الخدمات الصحية، تمّ افتتاح عيادة ليلية، لتكون خير معين لسكان المنطقة الفقراء والذين يعملون بالأجر اليومي، فيما يعتبر السكان المسجد والمركز الصحي ملجأهم للتعافي في ظل عدم قدرتهم على تكاليف العلاج الباهظة.

ولا يكتفي المركز بتقديم الخدمات الصحية الأولية، بل يقدم أيضاً خدمات مساعدة مثل الوقاية من الأمراض غير المعدية ومكافحتها وصحة الأسنان والحجامة وخدمات صحة الأطفال والمرأة، وخدمات التغذية.

ويتكوّن المركز الصحي من فريق متكامل من الأطباء والممرضين الذين يعمل معظمهم بشكل تطوعي، فضلاً عن جاهزيته لاستقبال حالات الطوارئ وتوفير عربات الإسعاف.

ويحتاج المركز 400 ألف روبية من التبرعات شهرياً للتشغيل يتم توفيرها من قبل مؤسسة يد العون. وشرعت المنظمة غير الحكومية، في تنفيذ المبادرة إدراكاً منها للحاجة إلى التركيز على احتياجات الرعاية الصحية للنساء والأطفال، لا سيما خلال جائحة «كوفيد 19» المستمرة، التي زادت الأمور سوءاً بالنسبة لصحة النساء والأطفال.

وكان المسجد قد فتح أبوابه العام الماضي أمام المتضررين من الفيضانات في العديد من المناطق الفقيرة في عثمانناغار، ليلجأ إليه المتضرّرون الذين شردهم أحد أسوأ الفيضانات في تاريخ المدينة.

وفي ظل معاناة ضحايا الفيضانات من مشكلات صحية، تقدمت مؤسسة يد العون بالتعاون مع المسجد، لإنشاء مركز دائم للرعاية الصحية نظراً لعدم وجود مراكز صحية حكومية في تلك المنطقة التي يتبع لها المسجد، ليعالج المركز منذ ذلك الحين أكثر من 30.000 شخص.

Email