«كورونا» العراق.. إصابات كثيرة ولقاحات قليلة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعاني العراق من ارتفاع متزايد في ضحايا فيروس كورونا، ومع ذلك لم يتلقَ البلد الذي يبلغ عدد سكانه 40 مليون نسمة، ويعاني منذ أربعة عقود من الحروب والعنف، سوى 50 ألف جرعة فقط من لقاح «سينوفارم» كتبرع من الصين، مقابل وعد من السلطات بشراء مليوني جرعة إضافية.

ورغم تأكيد بعثة الأمم المتحدة في العراق أن 1,1 مليون جرعة عبر كوفاكس ستصل خلال أسابيع لتلقيح 20 في المئة من السكان بحلول نهاية العام، يبدو أن العراق سيكتفي حتى الآن بالتبرعات من اللقاحات في ظل عدم إقرار موازنة 2021 حتى الآن.

صحيفة «إندبندنت» البريطانية تنقل عن عمر عبيد، منسق مشروع منظمة أطباء بلا حدود في بغداد، تأكيده أنه «من دون لقاحات كوفيد، من الصعب رؤية نهاية للوباء في العراق». ويقول «الألم الذي أشاهده كل يوم في المستشفى مخفي عن معظم الناس الذين يتزاحمون في الشوارع. لكن هذه المعاناة تضاعفت الآن مع وقوع العراق في قبضة موجة ثانية وحشية، مركزها بغداد مرة أخرى».

وشهد العراق إجمالي إصابات بأكثر من 815 ألفاً، منها 14128 وفاة منذ ظهور الوباء في البلاد، فبراير 2020. ويضيف منسق المنظمة الطبية العالمية إنه «منذ نهاية سبتمبر، استقبلنا حوالي 350 مريضاً في حالة حرجة، لكن 120 منهم كانوا في الشهر الماضي وحده. ولمواجهة التدفق، قمنا بالتوسيع من 36 إلى 51 سريراً، لكن معدل الوفيات لا يزال مخيفاً. في يوم واحد مؤخراً، على الرغم من الجهود التي بذلها فريقنا، توفي سبعة مرضى».

كلنا متعبون

يؤكد عبيد «كلنا متعبون الآن، الطاقم الطبي وغير الطبي على حد سواء. كانت الذروة الأولى في بغداد طويلة، من يوليو إلى نوفمبر، ما أدى إلى إجهاد إمدادات الأوكسجين في المدينة وترك النظام الصحي على وشك الانهيار. انخفض عدد الحالات لفترة وجيزة فقط في ديسمبر ويناير قبل أن يتصاعد بشكل سريع من فبراير فصاعداً. كانت هناك 714 حالة في 31 يناير، و3428 حالة في 28 فبراير».

ويخلص عبيد إلى أنه «من الصعب رؤية النهاية من دون التطعيم، ومع ذلك لم تتلقَ البلاد سوى 50 ألف جرعة منه حتى الآن، هدية من الصين تهدف إلى تطعيم الفئات ذات الأولوية مثل العاملين في المجال الطبي. هذا الرقم غير كافٍ على الإطلاق.. العديد من الأطباء الذين نعمل معهم لا يعرفون متى سيأتي دورهم للتطعيم، وفي هذه الأثناء يستمر زملاؤنا في المرض».

ويختم «يجب اعتبار العراق من الأولويات العالمية لجهود التطعيم، وأولوية في الشرق الأوسط حيث كان واحداً من أكثر الدول تضرراً».

وبعد أن سجل العراق الأربعاء 6051 إصابة جديدة خلال يوم واحد، وهي أكبر حصيلة في البلاد منذ تفشي الفيروس في البلاد قبل أكثر من سنة، حضت وزارة الصحة المواطنين العراقيين على ضرورة الإسراع بالتسجيل لأخذ اللقاح.

زيادة متوقّعة

عضو الفريق الطبي الإعلامي الساند للوزارة، ربى فلاح حسن، حذرت في حديث لموقع «السومرية نيوز»، من أن العراق قد يشهد نسب إصابات أعلى خلال الفترات القليلة المقبلة، ونصحت العراقيين بضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية، والإسراع بالتسجيل على أخذ اللقاحات.

الوزارة اشتكت من أن الإقبال على اللقاحات في المنصات الإلكترونية التي أطلقتها ليس بالجيد، مؤكدة أن «أي لقاح يصل إلى العراق هو آمن وفعال للاستخدام البشري ومعتمد من قبل منظمة الصحة العالمية»، مشددة على ضرورة «أخذ اللقاحات لتقليل أعداد الإصابات وما يتبعها من الوفيات وكسر سلسلة انتشار هذا الوباء».

وكانت تقارير حول توجه لتطعيم الطبقة السياسية أثارت نهاية الشهر الماضي غضباً واسعاً ومطالبات حقوقية بفتح تحقيق، رغم صدور نفي من وزارة الصحة العراقية، كما جاء في موقع «بي بي سي».

وقالت الوزارة عبر التويتر «إن الصورة المتداولة التي «تزعم صدور كتاب معنون إلى جهة باسم اللجنة العليا للتطعيم»، زائفة، وشددت على أنه «لا توجد لجنة بهذا الاسم في الأساس».

ورغم النفي دعا عضو مفوضية حقوق الإنسان في العراق علي البياتي، بفتح تحقيق حول الشأن ذاته، وأسباب تأخير حملة التطعيم في العراق، مقارنة بدول أخرى في المنطقة.

كلمات دالة:
  • العراق،
  • فيروس كورونا ،
  • لقاحات،
  • إصابات
Email