استخدام مياه الصرف لرصد تفشي «كوفيد 19» في الإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

ذكر الموقع الطبي «نيوز ميديكال لايف ساينسيز» أن باحثين في الإمارات عمدوا إلى استخدام عينات من مياه الصرف الصحي لرصد تفشي «كوفيد 19»، في مهمة تعد الأولى من نوعها، والكبرى حتى الآن في الدولة، حيث بينت نتائجهم عدم وجود دليل على آثار لفيروس «سارس كوف 2»، العامل المسبب لمرض «كوفيد 19» في عيناتهم.

حيوية

وأفاد الموقع أن أنظمة الإنذار المبكر تلك تعد أمراً حيوياً في منع الموجات المتصاعدة لوباء فيروس «كورونا»، وأن الباحثين في الإمارات استخدموا عينات مستخرجة من مياه الصرف الصحي من البلديات والطائرات التجارية للكشف عن انتشار الفيروس، حيث بينت دراستهم المنشورة في مجلة البحوث العلمية والتقنية والطبية، «ساينس دايركت»، أيضاً إمكانية تطبيق تلك الوسيلة لتحديد تقلبات عدوى «سارس كوف 2» بطريقة أكثر فعالية من مسحات الأنف، واستخدامها وسيلة لتقليل معدل دخول المسافرين المصابين إلى البلاد.

وكان علماء في الولايات المتحدة وفرنسا ودول أخرى قد تمكنوا من تحديد وجود «سارس كوف 2»، في عينات مياه الصرف الصحي خلال الموجة الأولى من الوباء، حيث أظهرت المستويات المكتشفة في هذه الدراسات ارتباطاً جيداً بمعدلات تفشي فيروس «كورونا» ضمن المناطق ذات العلاقة، وعلى وجه التحديد، بينت معدلات «سارس كوف 2» أنها تميل في أنظمة المياه الصرف الصحي إلى أن تكون مؤشرات لأسبوع واحد لحالات الاستشفاء واختبارات فحوصات «كوفيد 19» الإيجابية. وقال العديد من أولئك الباحثين: إن تطبيق المسوحات الخاصة بمياه الصرف الصحي يمكن أن يشكل وسيلة بديلة أرخص لقياس معدل وتيرة تكرار فيروس «كورونا» في الدولة.

وفي دراسة عينات مياه الصرف الصحي في الإمارات، أجرى الباحث راشد الغافري وزملاؤه أول دراسة من هذا النوع في دولة الإمارات والأكثر شمولاً حتى الآن، حيث أخذ الفريق البحثي عينات من مياه الصرف الصحي بين شهري أبريل ويوليو 2020، بحدود 2940 عينة من مباني 49 منطقة في الإمارات، كما تم جمع 198 عينة من مياه الصرف الصحي من شركات طيران تجارية.

وأظهرت النتائج أن «سارس كوف 2» كان له أثر كبير في عينات البراز، وأن المعدلات المتقلبة لوجود الفيروس في عينات مياه الصرف الصحي تتوافق جيداً مع حالات الإبلاغ عن وجود «كوفيد 19» بين عامة السكان.

جودة

وفيما لهذا الأمر تأثيرات عدة، بشكل أساسي على جودة المياه العادمة التي تدخل الأنهار والبحيرات مرة أخرى، إذ من المحتمل في حال تمكن الفيروس من النجاة من إجراءات تكرير مياه الصرف الصحي المعتادة، أن يعاد تدويره في المجتمعات التي تستخدم مصادر المياه هذه لأغراض ترفيهية أو إمدادات.

وأظهرت الدراسة عدم وجود أدلة كافية على ما يثير القلق، حيث اختبر الباحثون ثلاث عينات من مياه الصرف الصحي المعالجة ولم يعثروا على أي دليل على آثار الفيروس.

Email