«الجرعة الثالثة».. هل هي الحل للفيروسات المتحوّرة؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

بات الحديث حول الحصول على جرعات لقاح فيروس كورونا الذي ضرب سكان العالم منذ أكثر من عام، وأصاب الملايين منهم، الشغل الشاغل للبشرية هذه الأيام لكبح تفشي الجائحة. ومع انطلاق حملات التطعيم، لجأ الفيروس إلى تحورات جديدة أجبرت العلم والعلماء على البحث عن طرائق لتعزيز فعالية اللقاح ضد هذا العدو الذي لا يرى بالعين المجرّدة.

وفي هذا الشأن، أعلنت منظمة الصحة العالمية، اليوم، أنه يجب عدم استبعاد الحصول على الجرعة الثالثة لمكافحة النسخ المتحورة. وقالت رئيسة قسم المناعة في المنظمة كاثرين أوبراين، في اجتماع للبرلمان الأوروبي عبر الفيديو، إنه يجب التنسيق بين مؤسسات اختبار ومراقبة اللقاحات في العالم.

وكانت رئيسة جهود بريطانيا لتسلسل جينومات كورونا قالت إنه ستكون هناك حاجة إلى لقاحات معززة منتظمة ضد الفيروس المستجد بسبب الطفرات التي تجعله أكثر قابلية للانتقال وأكثر قدرة على التهرب من المناعة البشرية.

التعاون الدولي

وقالت شارون بيكوك، التي ترأس شركة COVID-19 Genomics UK المعروفة اختصاراً بـCOG-UK التي قامت بتسلسل نصف جينومات الفيروس على مستوى العالم حتى الآن، إن التعاون الدولي ضروري في معركة «القط والفأر» مع كورونا.

وأضافت بيكوك لوكالة رويترز: «علينا أن نقدر أننا سنضطر دائماً للحصول على جرعات معززة، فالمناعة ضد فيروس كورونا لا تدوم إلى الأبد».

وأوضحت: «نحن نقوم بالفعل بتعديل اللقاحات للتعامل مع ما يفعله الفيروس من ناحية التطور، ولذلك هناك متغيرات ناشئة لديها مزيج من قابلية الانتقال المتزايدة والقدرة على التهرب جزئياً من استجابتنا المناعية». وشددت أنها «واثقة بأنه ستكون هناك حاجة لجرعات معززة منتظمة للتعامل مع المتغيرات المستقبلية، ولكن سرعة ابتكار اللقاح تعني أنه يمكن تطوير هذه الجرعات بوتيرة سريعة ونشرها على السكان».

يذكر أن فيروس كورونا، الذي أودى بحياة 2.65 مليون شخص على مستوى العالم منذ ظهوره في الصين أواخر عام 2019، يتحور مرة كل أسبوعين، أبطأ من الإنفلونزا أو فيروس نقص المناعة البشرية، غير أن هذا يكفي لتطلّب تعديلات على اللقاحات.

تحذير

في غضون ذلك، يستمر العالم في استخدام سلاح اللقاحات. وحذر أنتوني فاوتشي كبير المستشارين الطبيين للرئيس الأمريكي جو بايدن من الخطر الكبير جراء التردد في تعاطي اللقاح.

وأوضح أن «إحجام قطاعات معينة من المواطنين عن تلقي اللقاحات المضادة لكورونا، يعد أحد أكبر الأخطار التي تهدد جهود مكافحة الجائحة». وقال لشبكة «إن بي سي» الأمريكية عند سؤاله عن استطلاع أظهر أن العديد من الجمهوريين وخاصة الرجال، لا يريدون الحصول على لقاح: «لا أستوعب ذلك».

ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن فاوتشي قوله إنه «يتعين علينا فصل القناعات السياسية عن المنطق وأمور الصحة العامة التي لا تحتاج إلى تفكير».

وقال نائب رئيس لجنة الصحة الوطنية في الصين، لي بين، اليوم في بكين، إنه تم إعطاء ما يقرب من 65 مليون جرعة من اللقاحات في أنحاء الصين حتى الأحد، فيما ذكر صندوق الاستثمار الروسي الإثنين أن 3,5 ملايين شخص في روسيا تلقوا جرعتي لقاح سبوتنيك-V.

Email