تقارير « البيان»

حرب بين اللقاحات وسلالات «كورونا» المتحورة

ت + ت - الحجم الطبيعي

باتت السلالات المتحوّرة لفيروس كورونا تؤرق الخبراء وعلماء الأوبئة، على الرغم من التأكيدات بأن التحورات التي حدثت حتى الآن لم تغيّر في طبيعة الفيروس وخطورته، وأنها لا تعطّل عمل اللقاحات المضادة، وبالتأكيد فإن احتمالات التحوّر النوعيّة لا تغيب عن أذهان العلماء، في حين يفكر منتجو اللقاحات في تطويرها إذا ما لزم الأمر، أو حتى إنتاج لقاحات جديدة مستقبلاً تتصدى لكل التحورات التي طرأت على الفيروس.

وكشفت دراسة حديثة تم نشرها في مجلة «نيو إنغلاند» الطبية، أن لقاح شركتي فايزر وبيونتك المضاد لفيروس كورونا، نجح في تحييد السلالة البرازيلية للفيروس، والتي أثارت المخاوف منذ ظهورها بسبب طبيعتها المعدية ونظراً لقدرتها على التهرب من المناعة. وفقاً لموقع «روسيا اليوم» رأى أطباء بجامعة تكساس، قدرة اللقاح على محاربة نسخة معدلة من الفيروس بنجاح. وجدت الدراسات الجديدة أن لقاح فايزر فعال في حماية المتلقين من السلالات الأخرى، بما فيها السلالة الجنوب أفريقية.

تعديلات

وتتابع شركة فايزر خلال الفترة الراهنة التعديلات التي يمكن إجراؤها لمواكبة التغييرات التي أصابت الفيروس لاسيما في عدد الجرعات الموصى بها، إذ إنه من المحتمل أن يتم إضافة جرعة ثالثة للجرعتين الأساسيتين لضمان أكبر قدر من الحماية من المتغيرات الجديدة.

يشار إلى أن المتحوّر البرازيلي لفيروس كورونا والذي يسمى «بي1»، تم اكتشافه للمرة الأولى بين بعض المسافرين اليابانيين بعد عودتهم من البرازيل.وتم اكتشاف أن السلالة البرازيلية لها قدرة أكبر على الانتشار بالمقارنة بالسلالة العادية نظراً لاختلافات تكوين البروتين الخاص بها، الأمر الذي جعل العلماء يصفون هذا المتغير بالسلالة «المثيرة للقلق».

السلالة النيجيرية

التحورات في الفيروس منذ نشوئه بلغ عددها المئات، لكن الحديث يدور عادة عن تحورات واضحة وتنطوي على تغيّر ما في طبيعة الفيروس أو سرعة انتشاره.

السلطات الصحية في كل من الولايات المتحدة وكندا وعدد من الدول الأوروبية أعلنت عن تسجيل إصابات بسلالة كورونا «النيجيرية» المتحوّرة. وذكرت وسائل إعلام ألمانية أن السلطات الصحية اكتشفت السلالة «النيجيرية» في عينة تم أخذها في مركز الفحص بمطار برلين. المعطيات الطبية كشفت أن السلالة الجديدة مشابهة للسلالة التي تم اكتشافها في وقت سابق في بريطانيا، إلا أنها تحتوي على طفرة موجودة في السلالات التي تم تسجيلها في البرازيل وجنوب إفريقيا.

وفي هذا الصدد، أكدت السلطات الصحية في روسيا أن اللقاحات الموجودة فعالة وناجعة ضد كل السلالات الجديدة المتحورة، حسبما ذكرت وكالة نوفوستي.

إلى ذلك، حدد باحثو جامعة غريفيث البريطانية كيف يمكن صنع لقاح مستقبلي يوفر الحماية ضد جميع سلالات «كورونا»، باستخدام بلازما الأجسام المضادة، وفقاً لموقع «ميديا اكس» الطبي الذي نقل عن المؤلف الرئيسي البروفيسور مايكل جود قوله «لقد استخدمنا البلازما من المتعافين من فيروس كورونا، وحددنا ثلاث مناطق محددة صغيرة من آر بي دي تم التعرف عليها بواسطة الأجسام المضادة من الأفراد المتعافين، ثم قمنا بتكوين الأجسام المضادة لكل من هذه المناطق عن طريق تلقيح الفئران».من دهته، قال المؤلف الرئيسي المشارك الدكتور مانيشا باندي إن بياناتهم تشير إلى أن اللقاح الناجح يجب أن يؤدي إلى استجابة دائمة من شأنها أن تحمي لمدة عام واحد على الأقل.

Email