تقارير « البيان»

عرب أمريكا يواجهون مخاطر «كورونا» بسبب الهوية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يخشى العرب الأمريكيون ومناصروهم من أن هناك معدلات تنذر بالخطر من الإصابات والوفيات جراء فيروس كورونا بين تجمعاتهم، في ظل محدودية البيانات الخاصة بهويتهم، لأن الحكومة الفيدرالية تسجلهم خطأً ضمن فئة أصحاب البشرة البيضاء.

وتشير الإحصائيات إلى أن هناك نحو 3.7 ملايين مواطن أمريكي من الأصول العربية في الولايات المتحدة، وهم غير قادرين على تحديد هويتهم بأنفسهم كعرب أمريكيين في التعداد السكاني وفي سائر الأوراق الحكومية. ونتيجة لذلك يكون من الصعب الحصول على البيانات الرسمية الخاصة بالرعاية الصحية الخاصة بهذه الجاليات العربية ويضطر قادة تلك الجاليات والخبراء إلى الاعتماد على بيانات يتم تجميعها بصفة غير رسمية وعلى نحو انتقائي.

هذه المشكلة تفاقمت في ظل جائحة كورونا في تجمعات تواجه العديد من مخاطر الإصابة بالفيروس، ومن بينها تزايد أعداد المهاجرين واللاجئين والفقراء وتعدد الأجيال في الأسرة الواحدة والمعدلات العالية للإصابة بأمراض السكر والقلب وارتفاع ضغط الدم.

ويقول حسيب راشد الذي يعمل بإدارة التخطيط بمدينة نيويورك الأمريكية «لقد تم تسجيلنا ضمن فئة «البيض»، بينما نحن في واقع الأمر، محرومون من البيانات الإحصائية الدقيقة والمناسبة لنا كعرب».

سياسة تكتم

وأضاف، خلال جلسة افتراضية عقدت مؤخراً حول تداعيات جائحة كورونا اجتماعياً واقتصادياً على المهاجرين العرب بمدينة نيويورك سيتي، «ما حدث لم نوافق عليه بل هو شيء لا يراه المجتمع، فنحن لا نعيش الحياة التي يعيشها البيض ولا نحصل على مميزاتهم».

ومن جانبها قالت مديحة طارق، نائبة مدير مركز بحوث صحة الجاليات في ولاية ميتشغان إن معدلات الإصابة بين الجالية العربية يتم التكتم عنها بصورة كبيرة ولا مجال لإدراج فئة العرب ضمن التصنيفات العرقية بالولايات المتحدة.

ومركز بحوث صحة الجاليات يتبع مؤسسة «آكسيس» التي تتخذ من مدينة ديربون بميتشغان مقراً لها، والأخير يمثل وكالة للخدمة الاجتماعية التي تهتم في معظم شؤونها بالجاليات من ذوي الأصول العربية في عدد من المقاطعات بالولاية.

يذكر أنه ليست هناك بيانات رسمية بشأن العرب الأمريكيين الذين يدرجون ضمن تصنيف «البيض». وتنبه رواء البلال رئيسة مركز دعم الأسر العربية الأمريكية بمدينة نيويورك سيتي إلى أن أسر المهاجرين واللاجئين يتزاحمون سوياً في منزل واحد من أجل خفض تكلفة المعيشة بالمدينة بعد فقدان الوظائف جراء الجائحة وهو ما يزيد انتشار الفيروس.

وزاد عدد العرب الأمريكيين منذ عام 2000 بسبب وصول مهاجرين ولاجئين من بلدان عربية تشهد حروباً داخلية مثل سوريا والعراق واليمن وفلسطين.

ويقيم أكبر تجمع من العرب الأمريكيين، حوالي 300 ألف شخص، في جنوب كاليفورنيا، وهناك 100 ألف في ولاية ميتشجان، وخصوصاً في مدينتي ديترويت وديربورن، ويمثل العرب في تلك المدينة وضواحيها ربع عدد السكان.

Email