لقاح "بفايزر" يتأرجح على كفتي التساؤلات والأمل

ت + ت - الحجم الطبيعي

إذا صحّت النتائج، فإن لقاح "بفايزر" سيشكل السبيل المحتمل للخروج من أزمة "كوفيد 19" التي أغلقت العالم. لكن الأسئلة تظل تحوم عالقةً حول عدد من القضايا اللصيقة سواء المتعلقة بدقة الأبحاث والنتائج التي بلغت نسباً مرتفعة، وإمكانية توفر اللقاح للجميع، وقبل كل شيء سبب الأضواء الساطعة المسلطة على هذه العلامة من بين سواها ومدى فعاليتها بالفعل.

خصص موقع "ناشونال جيوغرافيك" العلمي مقالاً مثيراً في هذا الشأن، فأشار إلى أن نتائج لقاح "بفايزر" واعدة لكن نقص البيانات "مثير للقلق" حسب وصف الخبراء. وقد أكد علي أصغر سالم، رئيس مجلس العلوم الصيدلانية بجامعة أيوا أنه يود بوصفه عالماً رؤية البيانات الفعلية الناجمة عن التجارب السريرية للاطلاع على التفسير الفعلي للنتائج. ويأتي ذلك في ظل إعراب عدد من الخبراء عن تخوفهم من عدم اكتمال الصورة فيما يتعلق بنجاح اللقاح.

لكن بدايةً بعض التفاصيل المتعلقة بلقاح "بفايزر" حيث ذكر موقع "فوربس" بأن شركة "بفايزر" المطورة للقاح وشريكتها الألمانية "بيوإنتيك" قد أشارتا إلى أن لقاح فيروس كورونا المعروف باسم "بي إن تي 162 بي 2" (BNT162b2) تبيّنت فعاليته بنسبة 90 % في تفادي الإصابة ب"كوفيد 19"، وذلك بناءً على معطيات أولية من المرحلة الثالثة للتجارب.

وكشف في السياق، موقع "كوارتز" بأن الإشارة إلى فعالية بنسبة 90 % كفيلة لوحدها بأن تفتح الباب لعشرات التساؤلات التي لا يمكن للبيانات المحدودة تأمين إجابات عنها حتى الساعة. ونقل عن موقع "نيويورك تايمز" معلومةً تفيد بأن الشركة تخطط لتحليل مدى قدرة اللقاح على تقليص حدّة الإصابة ب "كوفيد 19" وتبين وجود فوارق في تأثيره على الأشخاص الذي سبق أن أصيبوا بالفيروس.

وفسّر موقع "ذا كونفيرسيشن" في مقال بعنوان "لقاح بفايزر: ما الذي يعنيه فعلاً تعبير (نسبة فعالية تتخطى 90%)" حيث أشار إلى دقة الأكاديميين في استعمال المفردات ووجود فارق بين فعالية ومفعول حيث يتعلق الأول بأداء العلاج في ظل ظروف مثالية مضبوطة، أما المفعول فيرتبط بأداء المنتج في ظل ظروف العالم الحقيقي.

أما موقع "بلومبرغ"، فأضاء على جانب آخر من القضية وطرح سؤالاً يتعلق بالطبقة التي يتاح لها اللقاح وكتب تحت عنوان "لقاح بفايزر هل هو للأغنياء فقط؟ فترة الصلاحية القصيرة واللوجستيات المكلفة تبهت نشوة اللقاح". ونقل عن غاغنديب كانغ، البروفسورة في علم الأحياء الدقيقة وعضو اللجنة الاستشارية العالمية لسلامة اللقاح في منظمة الصحة العالمية قولها: " بناءً على تكلفة لقاح بفايزر ولوجستيات الحفظ فائق البرودة لا أعتقد أننا مستعدون وأظن أنه أمر يحتاج لتقييم فوائده وتكاليفه بدقة متناهية."

ويبقى توفر اللقاح من ضمن القضايا الأساسية التي لفت لها موقع معهد ماساشوستس للتكنولوجيا مؤكداً نقلاً عن المصنع قوله إن اللقاح سيكون متوفراً ل20 مليون شخص فقط، بما يثير التساؤلات حول هوية الذين سيستفيدون منه.

وتطرق كذلك لبيان الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن الذي هنأ العلماء مع الحذير بأن "اللقاح لن يكون متوفراً قبل أشهر عدة" وأن الوسيلة الأفضل للسلامة من الفيروس في المستقبل القريب تتمثل في مواصلة اتباع إجراءات المسافة الآمنة وغسل اليدين المستمر ووضع الكمامة.

Email