متى ترتدي الكمامة في الأماكن المفتوحة؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشير البيانات الصحية المنشورة إلى أن الغالبية العظمى من إصابات فيروس كورونا المستجد تحدث في الأماكن المغلقة، إلا أن خبراء صحيين حذروا من أن العدوى قد تحدث أيضا في الأماكن المفتوحة وحددوا الظروف التي يمكن أن تساعد على ذلك إذ وضعت خبيرة أوبئة قاعدة هامة.

ففي تحليل لنحو 25 ألف حالة كورونا، وجدت دراسة أن ستة في المئة منها مرتبط بأحداث خارجية، مثل الأحداث الرياضية أو الحفلات الموسيقية، حيث لم يتم الالتزام بالتباعد الاجتماعي، وكان الناس يتحركون ويتحدثون بصوت عال أو يغنون.

وقال مؤلف الدراسة، مايك ويد، الأستاذ والباحث في جامعة "كانتربري كريست تشيرش"، بإنكلترا، لوكالة فرانس برس: "لم تكن هناك حالات تقريبا حدثت في الهواء الطلق".

وتشير هذه البيانات إلى أن "الهواء الطلق أكثر أمانا من الأماكن المغلقة"، وفق مجموعة من العلماء والمهندسين، من بينهم أساتذة من جامعات أميركية وبريطانية وألمانية.

وأوضحت المجموعة أن "خطر انتقال العدوى في الخارج أقل بكثير من الداخل، لأن الفيروسات التي يتم إطلاقها في الهواء يمكن أن تتضاءل بسرعة عبر الغلاف الجوي".

وأشارت العديد من الدراسات، التي نشرت منذ فبراير الماضي، إلى انتقال الفيروس عبر الهواء من خلال قطرات صغيرة تنطلق عبر التنفس والحديث والغناء، بالإضافة إلى قطرات أكبر نسبيا يمكن أن تسقط مباشرة على وجه شخص آخر في محيط متر أو مترين.

ويمكن أن تبقى القطرات الأصغر في الهواء لدقائق أو ساعات، وذلك يعتمد على التهوية، ففي غرفة سيئة التهوية، وفي مكان مفتوح بين مبنيين، يمكن أن تتراكم هذه القطرات ويستنشقها أحد المارة.

ستيف إليدج، عالم الوراثة بجامعة "هارفارد" والخبير في الفيروسات، قال لوكالة فرانس برس، إن العلماء لا يعرفون حجم كمية الجزيئات الفيروسية اللازمة للتسبب في العدوى، لكنه قال إنه كلما زادت "زاد احتمال حدوث العدوى".

ويقول تقرير فرانس برس، إن الفترة الزمنية بجوار شخص مُعدٍ أيضا مهمة، وثانية واحدة على رصيف شارع بجوار هذا الشخص لا يبدو أنها تكفي لانتقال العدوى، وربما يحتاج إلى عدة دقائق على الأقل.

وخلصت مجموعة العلماء إلى أنه "على الرغم من أنه ليس مستحيلا انتقال الفيروس في الهواء، إلا أنه لا يوجد دليل على أنه ينتقل عندما يمر الناس بجوار بعضهم البعض".

لينسي مار، الخبيرة في مجال انتقال الفيروسات المحمولة جوا من جامعة فرجينيا للتكنولوجيا، قالت لوكالة فرانس برس إنها توصي بارتداء أقنعة في الخارج في الأماكن المزدحمة وعندما يكون هناك احتمال المرور بالآخرين بشكل متكرر، "أي يجب ارتدا}ها في حال مرور أكثر من شخص واحد في الدقيقة" معتبرة ذلك "مبدأ توجيهيا وليست قاعدة مطلقة".

وقالت: "عندما نسير بجانب الناس في الخارج، فإن التعرض لأنفاسهم بشكل قصير وعابر، به خطورة منخفضة ، لكن مثل هذه التعرضات قد تتراكم بمرور الوقت". ونصيحتها هي "اتباع مبدأ الحيطة وحقيقة أن ارتداء الكمامة لا يضر".

وفي باحات المطاعم، توصي، مجموعة العلماء، بالحفاظ على مسافة آمنة بين الطاولات وارتداء الأقنعة أثناء عدم تناول الطعام.

وهناك العديد من المتغيرات لحساب مخاطر التقاط العدوى على أرصفة الشوارع أو في الحدائق، وهي قوة الرياح وعدد الأشخاص والشمس.

وتعمل الأشعة فوق البنفسجية على مقاومة الفيروس، لكن السرعة التي تقوم بها بذلك تعتمد على حدة أشعة الشمس.

لكن لا توجد معلومات كافية عن ذلك لأن العلماء يجدون صعوبة في قياس تركيزات الفيروس في الهواء الطلق، وإجراء التجارب كما يفعلون في بيئات المعامل.

Email