لا جنسية لفيروس "كورونا" في ظل استمرار تأجيج العنصرية

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الوقت الذي تتراشق فيه حكومات الدول الاتهامات وتلقي بأصابع الاتهام على "مُصدّر" وباء "كورونا" للصين والعالم، سواء كان الصين أو أميركا أو أي ضالع آخر، للتعتيم على أي مسؤولية يمكن تحملها، يشير تقرير لـ "سي إن إن" إن الاتفاق بين الصين وأميركا أخيراً بأن "ذنب كورونا منوط بأحد آخر  غيرهما"، لا يزيح الانتباه على أن التركيز في الوقت الحالي يجب أن يصب في "الداخل" من جهة إثبات الدول استعدادها للتعامل مع الأزمة والانتشار، كما فعلت الصين، علماً بأن الأخيرة ما أن وصل الفيروس للخارج عمدت للتصدي له وتحملت المسؤولية لتعاون الدول المتأثرة كإيطاليا.

قدّم الملايين من الناس في الصين تضحيات هائلة لاحتواء الفيروس بمجرد بدء تفشي المرض، بجهود أشادت بها منظمة الصحة العالمية وغيرها، وهناك مرارة متزايدة بأن البلاد لا تزال تتحمل العبء الأكبر من اللوم بسبب وصم الفيروس بكونه "صينياً". ولكن المسؤولين في الصين استفادوا من ذلك الاستياء المتزايد من خلال تعزيز نظرياتهم المؤامرة التي لا أساس لها حول أصل الفيروس.

 يمكن أن يساعد خلق الارتباك أو الخلاف حول أصل الفيروس في دفع اللوم بعيدًا عن الصين بسبب تعاملها الأولي مع تفشي المرض، ومن المفارقات أنه بينما كانت نظريات المؤامرة تلك حول أصل الفيروس تنتشر، أسدى المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، ليجيان تشاو، نصيحة لجميع المسؤولين الحكوميين في جميع البلدان، باقتباس صيني مأثور: "استدر إلى الداخل (و) افحص نفسك عندما تواجه صعوبات."

Email