الأطفال والكتاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

كل زياراتي لمعرض الشارقة الدولي للكتاب كانت مساء، إلا يوم الخميس، التاسع من نوفمبر تحديداً، كان يوماً لي بامتياز لزيارة المعرض، مئات بل آلاف الأطفال من طلاب المدارس في زيارة جماعية للمعرض، مشهد جميل يعبر عن البراءة أولاً، وعن الضرورات التربوية ثانياً، ولتعويد الطلاب على القراءة واقتناء الكتاب ثالثاً، وعن مهرجان حقيقي لا أنساه رابعاً، وربما لن ينساه هؤلاء الصغار عندما يكبرون.

حرص المعلمات والمعلمين على طلبتهم حرص أبوي ظاهر للعيان، خاصة أن كل مدرسة ترتدي زياً مختلفاً ما يساعد التربوي على جمع وإعداد الطلبة المسؤول عنهم.

تجمعات الأطفال، فهنا طابور لشراء كتاب أو تصفح المعروض منه، وهنا طابور آخر يرقص وينشد في ركن مخصص لهذا الغرض، وطوابير أخرى لمن يشتري المثلجات أو السندويتشات، أو يشاهد فيلماً خاصاً، أو.. أو.. كثرت الأغراض والانشغالات.

طبعاً الطلاب كانوا خليطاً، بنات وصبيان، جنسيات متنوعة مراحل مختلفة، ليس هناك من يفرق بين الجنس أو الديانات أو الأجناس. أطفال بمجموعهم يشكلون بستاناً للزهور ملوناً مع الأطيار والعصافير، مخلوقات جميلة بريئة كنت أقف وأنا الجد بينهم، من أجل أن أدقق النظر بوجوههم المبتسمة الضاحكة، فتضحك لي الحياة وتبتسم لي.

رغم الضجيج العالي والأعداد الكبيرة للطلبة إلا أنني، وحتى الثانية والنصف بعد الظهر، لم أشعر إلا بالفرح والسرور وابتسامة ترتبط بالفرح مع فرح هؤلاء الصغار الذين شكلوا يوماً جميلاً لي، ولرفيقي خارج نطاق التعب الذي يصاحب مثل هذه الجولة عادة.

هذه الخطوة هي الهامة جداً في تعويد أولادنا على القراءة واحترام الكتاب، أي كتاب بما فيه الإلكتروني الذي أجزم بأن كل هؤلاء الصغار يعرفون قراءته والتعامل معه أكثر من أبناء جيلي، الذين فاتهم هذا الاختراع الجبار في نشر المعرفة والعلم، وبقينا نورق الكتب بحثاً عن المعلومات التي نريد، بينما من يتعود على البحث الإلكتروني الجديد لا يجد صعوبة في ذلك أبداً.

Email