الرواية في الإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

تطورت الحركة الأدبية في الإمارات تطوراً ملموساً وواضحاً مواكباً لتطور الحراك الأدبي العربي، خاصة فيما يتعلق بالرواية.

عربياً، راهن الدكتور جابر عصفور في كتاباته المختلفة على الرواية، بانحسار حركة الشعر العربي، وعدم بروز شعراء أعلام. هكذا كانت الحال في الفترات السابقة، وقدم نماذج عديدة لأدباء عرب كثيرين انتقلوا من الشعر إلى الرواية وأبدعوا فيها، أمثال: إبراهيم نصر الله، إنعام كجه جي وعبده وازن، كريم معتوق، ميسون صقر القاسمي، أحلام مستغانمي، عباس بيضون، أمجد ناصر، عبدالقادر الجنابي، المنصف الوهايبي، حسن نجمي، ياسين عدنان، محمد الأشعري.. وغيرهم. ثم جاءت عشرات الإنجازات العربية في فن الرواية من السودان، وحتى دول شمال إفريقيا ووصولاً إلى الشرق العربي فظهرت أسماء جديدة شكلت تجربة وصوتاً جديدين في هذا الفن، واستكمالاً للمشهد الجديد أعدت عدة ملتقيات وندوات لدراسة وتحليل ظاهرة الرواية، ووفقت جائزة بوكر العربية لتدعم هذه التجارب وتكرم مبدعيها وتقدمها للقارئ العربي، في حين حاولت المؤسسات الأخرى استقطاب هذه الأصوات إلى جوائزها.

في الإمارات، تطورت الرواية كثيراً، عدداً ونوعاً. وبعد أن كنا لا نستطيع إلا رصد عدد قليل جداً من الروائيين، أمثال: علي أبو الريش ومحمد غباش، كرائدين، أصبحنا الآن نستطيع أن نرصد عدداً كبيراً من الروائيين والروائيات، أمثال:سلطان العميمي، إيمان اليوسف، بدرية الشامسي، لولوة المنصوري، مريم الغفلي، وعبد الله النعيمي، وفتحية النمر، وريم الكمالي، فاطمة عبد الله. إضافة إلى عدد آخر من الأسماء.. وربما لا تسعفني الذاكرة لحصرها جميعاً.

كما أن موجة من الدراسات والتحليلات صاحبت هذه التجربة وبرزت أقلام نقدية تواكب هذه الحركة الإيجابية في بيتنا الأدبي.

ومن اللافت للنظر أيضاً، أن التجارب النسوية في كتابة الرواية، أصبحت أكثر بروزاً من تجارب الذكور، وكأننا الآن أمام صورة جديدة ترسمها الأجيال المعاصرة في سماء أدبنا المعاصر، في الكم والإبداع أيضاً. إن الدعم المعنوي والرعاية من المؤسسات أمر هام جداً في تطور هذه التجارب الجديدة لتقديم رواية إبداعية نستطيع أن تقف إلى جانب كافة التجارب العربية. عبد الإله عبد القادر

Email