أعياد الحب

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما أحوجنا في مثل هذه الأيام العصيبة التي نعيشها إلى ثقافة الحب بعد أن انتشرت ثقافة الكراهية والتطرف والحقد، ليس بالسلاح التقليدي فقط ننتصر على قوى الظلام، بل لا بد من أسلحة أخرى نستطيع بها التغلب على فكر التطرف والانتقام الذي انتشر بين صفوفنا. هذا التطرف وليد العصر الذي نعيشه، والذي تتعالى فيه أصوات البعض بتحريم عيد الحب الذي مر في فبراير الماضي واحتفل به ملايين البشر.

نحتاج إلى مراجعة دقيقة وشجاعة لمناهج التربية والتعليم ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة. يقال إن أول عيد للحب احتُفل به في العراق عام 1956، وأول أغنية بهذه المناسبة أغنية ناظم الغزالي المشهورة: «أي شيء في العيد أهدي إليك»، وقد غناها خصوصاً هدية لزوجته الفنانة سليمة مراد، التي شاطرته حياته وسيرته الفنية أيضاً، ومما جاء فيها:

أيّ شيء في العيد أهدي إليك

يا ملاكي، وكلّ شيء لديك؟

أسوار؟ أم دملجاً من نضار؟

لا أحبّ القيود في معصميك

أم خموراً؟ وليس في الأرض خمر

كالتي تسكبين من لحظيك

أم وروداً؟ والورد أجمله عندي

الذي قد نشقت من خدّيك

أم عقيقاً كمهجتي يتلظى؟

والعقيق الثمين في شفتيك

ليس عندي شيء أعزّ من الروح

وروحي مرهونة في يديك

هكذا إذاً هو لا يريد لها قيوداً وإن كانت أساور ذهبية تحلّي معصميها.

إن الحب كلمة كبيرة واسعة بوسع المدى، علينا أن نحب والدينا وأبنائنا وأحفادنا وأهلنا وأصدقاءنا وكل الناس من حولنا، إنها كلمة شمولية تتعدى الإنسانية والأعراق والأوطان. لنستمر في تطوير سلاح الحب وننشره، فيه نستطيع بالضرورة الانتصار على قوى الظلام والجهل والحقد الأسود.

Email