أرصفة

أحمد راشد ثاني

ت + ت - الحجم الطبيعي

تصادف هذه الأيام ذكرى الرحيل الخامس لشاعر الإمارات، الشاب أحمد راشد ثاني. منذ عرفته في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي، كان طالباً في الثانوية العامة، عرفت فيه نزعته الرافضة وتطرفه في الحداثة الشعرية وميله إلى المسرح الرافض.

في شعره يميل نحو الحداثة الشعرية متجاوزاً قصيدة التفعيلة إلى ما نسميه قصيدة النثر، أما في المسرح فتجربته تعددت. فمثلاً ( الصراخ) عبارة عن مجموعة قصائد كتبها في مرحلته الجامعية، وقدمت على الحرم الجامعي لجامعة العين.

مرة أخرى، طرح نفسه مؤلفاً في مسرحيته الموسومة (الأرض تتكلم أوردو)، والتي قدمها فريق الجامعة في الدورة الأولى لمهرجان أيام الشارقة المسرحية، ثم فازت بالجائزة الأولى في مهرجان جامعات دول الخليج المسرحية في الكويت. وقد عالج أحمد فيها إشكالية التركيبة السكانية في الإمارات، بشكل جديد وبأسلوب رائع أبهر المشاهدين بدقتها وابتعد كثيراً عن المباشرة التي كانت سائدة في تلك الفترة.

أما التجربة الأكثر تفرداً فكانت (قفص مدغشقر)..وتبعتها مسرحيته الأكثر تقدماً (العب وكول الستر) التي أهداني في وقتها نسخة مخطوطة لنصها، وأعتقد أنها لم تنشر حتى الآن كونها تطرح مشكلة اجتماعية، وهي إشكالية غلاء المهور التي كانت تشكل أزمة للشباب في وقتها.

في (العب وكول الستر) يطرح ثاني القضية بشيء من الوضوح والمباشرة في الاتهام والجرأة في طرح الموضوع بهذا الشكل الثوري، مما يصعب إخراجها على المسارح العربية، والمسرحية تقارب ما يطرحه أزفالدو دراكون في الشكل وتقترب من المسرح الملحمي لبرشت.. وهاتان الصفتان لم يتعرف عليهما معظم المسرحيين في الإمارات في تلك الفترة..وهاتان المدرستين من المدارس الهامة في المسرح العالمي.

كان أحمد جريئاً في طروحاته صلباً في مبادئه. فالحكاية عن الشاب عبيد الذي انتحر بشكل ملفت للنظر تُعد احتجاجاً على الواقع. لم يدعُ للإباحية أو للجنس، بل طالب عبر إبداعاته، بالحق الشرعي للجميع في الزواج من غير أن تحول دونه أية عقبات واهية، وبذلك كان يعكس جزءاً من الواقع وحركته، من خلال وعيه وإدراكه المبكر جداً لكاتب لم يخض في وقتها تجارب مسرحية كثيرة.

 

Email