كتب نافدة مجاناً

ت + ت - الحجم الطبيعي

دأبت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، على طباعة كتاب بارز لكل فائز من المبدعين الحاصلين على الجائزة طيلة سنواتها، وذلك ضمن مشروع ثقافي يهدف إلى تزويد المكتبة العربية بكتاب نفد من المكتبات لكل فائز بالجائزة تعاد طباعته وفق معايير حديثة، وتقوم المؤسسة ضمن خطتها الرامية إلى نشر الثقافة وتعميم الفائدة بإهداء تلك الكتب لمن يرغب، وكذلك تزويد المكتبات العامة ومكتبات الجامعات بهذه الإصدارات.. مجاناً.

تنبع أهمية إعادة طباعة الكتب النافدة من قيمتين: فكرية وزمنية، القيمة الفكرية لأن هذا الكتاب شكل إضافة للمكتبة العربية وأعطى بريقاً لفن من فنون الكتابة، وتداولته الناس ورفع النقاد من شأنه، وأنزله الدارسون منزلة رفيعة. أما القيمة الزمنية فهي تعود إلى تلك المرحلة التي كانت الكتب عزيزة فيها على القارئ والناشر، فلم يكن متاحاً ومتيسراً طباعة كتاب بالسهولة التي نراها اليوم، فضلاً عما يمثله ذلك الكتاب من حنين لمرحلة مضيئة في الفكر العربي المعاصر.

لو أن مؤسساتنا الثقافية تنحو هذا النحو في توزيع كتب نادرة للفائزين على قراء أو دارسين أو غيرهم، مجاناً، لأصبحت الثقافة بحال أفضل مما هي عليه، خاصة في ظل الشكوى من غلاء ثمن الكتاب أو رداءة طباعته، لأن المؤسسات الثقافية العامة تحرص على تقديم منتج جيد الشكل والمحتوى.

ولا يفوتنا في هذا الميدان أن نبحث في حقوق تلك الكتب والتي تعود للناشر أو للمؤلف أو للورثة، ولكن في حال مؤسسة العويس الثقافية فإن الحقوق (كتاب واحد فقط)، وحسب منهج الجائزة هي حقوق محفوظة حسب عقودها الأصلية، والجائزة تعيد الطباعة ومن ثم التوزيع مجاناً، لأنها مؤسسة غير ربحية، أي الهدف هو تعميم الفائدة.

كثير من الأجيال الجديدة لم تطّلع على أدب حنا مينا أو عبد الرحمن منيف أو سعدالله ونوس أو ألفريد فرج أو جبرا إبراهيم جبرا أو إدوارد سعيد أو حمد الجاسر. وكذلك شعراء مثل: البردوني أو الجواهري أو فدوى طوقان.. وغيرهم من العلامات الفارقة في ثقافتنا.. مؤسسة العويس تعيدهم للضوء عبر كتاب لامع ضمن مشروع تثقيفي عام.. يستحق رفع القبعات.

Email