يوم الكاتب.. يوم اللغة

ت + ت - الحجم الطبيعي

احتفلت الأوساط الثقافية العربية يوم الأحد الماضي، بمناسبة يوم الكاتب العربي، وهو الذي يواكب ذكرى مولد الروائي المصري الراحل نجيب محفوظ الذي فاز بجائزة نوبل للآداب عام 1988. وهو اليوم الذي اختارته الأمانة العامة للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب ليرتبط اسم نجيب محفوظ بيوم الكاتب العربي كونه أيقونة يجب أن يداوم الجميع على التذكير بها.

حول العالم تنتشر عشرات المسميات لأيام تذكرهم بمبدعيهم أمثال سرفانتس أو شكسبير أو آرنست همنغواي أو فيكتور هيغو، وكثيراً ما يتم الربط بين يوم اللغة الأم بمولد الكاتب ليكون اليوم مرادفاً لاحتفال أشمل خاصة أن اليونسكو تعتمد أياماً عالمية للاحتفال باللغات المركزية الأساسية، ومن بينها اللغة العربية التي يتم الاحتفال بيومها في 18 ديسمبر من كل عام وقد دأبت اليونسكو على احتضان ورشة للغة العربية تعزيزاً لدور واحدة من أعرق اللغات عبر التاريخ.

يوم الكاتب العربي جاء تلبية للشعور بضرورة الاحتفاء بالرموز المؤثرة في مجتمعنا، وخاصة الذين وضعوا الثقافة العربية في موضع متقدم، وما أكثرهم، رموز أعطت ثقلاً للثقافة على غرار نجيب محفوظ، ألا يعد المتنبي أحد أعظم الشعراء على مر التاريخ، أو ابن خلدون أحد أعظم المفكرين، وغيرهما العشرات بل المئات من الأسماء التي عززت الثقافة العربية وجعلت منها شأناً عاماً لا يتداولها الناس فحسب، بل يفتخرون بها أيضاً.

الاحتفاء بالكاتب العربي يحتاج إلى خطوات أخرى أكثر عملية، مثل قانون التفرغ الذي يغيب كثيراً في المنطقة العربية، فلطالما كان الكاتب يلهث خلف لقمة عيشه، مطحوناً في حياته اليومية، لا وقت لديه لمتابعة إبداعه أو لمواصلة مشروعه الكتابي، ناهيك عن دخله المتواضع الذي لا يسد إلا القليل من حاجته وحاجة أسرته.

لعل المطالبة بقانون للتفرغ سيكون صداه واسعاً في جميع الدول العربية وخاصة عندما يُنادي به الكتاب العرب عبر الأمانة العامة للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، حيث إن الصدى سيكون أكبر وأكثر تأثيراً.. حتى آنذاك، كل عام والكاتب العربي بخير.

Email