تأبين الشعر

ت + ت - الحجم الطبيعي

في 21 مارس، مرَّ اليوم العالمي للشعر، وقد تذكره الشعراء، كما يتذكرون فقيداً رحل عنهم، لذلك تراهم يأبنونه بقصائد وكلمات وتكريمات، وسط جمهور قليل، يمثل آخر المتبقين من السائرين خلف حملة المشعل. وعندما يخفت بريق قضية كبيرة في الحياة، تسارع الأمم المتحدة إلى إضفاء قيمة عليها، عبر تخصيص يوم للمناسبة، حتى تبقى في الذاكرة ولا تموت، خاصة لمواضيع محددة لجلب انتباه الناس في العالم إليها.

لذلك، خصصت يوماً للغة الأم، حتى لا تموت اللغات الصغيرة حول العالم، وخصصت يوماً للمسرح، حتى لا ينطفئ أبو الفنون. وخصـــصت يوماً عالمياً للكتاب، لتحفيز الناس على القراءة.. وغيرها من الأيام التي تدور على مدار العام.

عدد قراء الشعر يتقلصون حول العالم، ليس بسبب الرواية وحدها فقط أو السينما، أعتقد أن السبب أبعد من ذلك، لأن الشعر يرتبط بالبساطة والرومانسية والأجواء المناسبة اجتماعياً، وهذا ما هو مفتقد مع تعقيدات الحياة، بات الإنتاج الشعري أقل، من حيث التأثير أو من حيث الاهتمام، ولأن تلك التعقيدات صارت محط اهتمام الناس ومصدر تواصلــــهم مع محيطهم العام، والشاهد على كلامنا، انظروا إلى جلسة أصدقاء في المقهى، حيث الكل مثبت نظره على جـــهازه النقال، ويعيش في عالم خارج هذه الطاولة.

هل نلوم دور النشر لأنها تحجم عن نشر دواوين الشعر؟، عليــــنا أن نــسأل، أين الشعر؟، ثم أين القارئ؟، قبل إلقاء اللوم على الناشرين، لأن تراجع الشعر قضية عالمية، وليست في المنطقة العربية فقط، رغم اختلاف الأسباب، لكن أجزم أن شاعراً عادياً في أي أمسية تقام في الغرب، كفيل بقاعة كاملة العدد، في حـــين أن قاعاتنا فارغة، مهـــما كان الشاعر كبيراً.

Email