أما قبل

الشعر المظلوم

ت + ت - الحجم الطبيعي

تفتقد الساحة العربية إلى جائزة مرموقة في الشعر تتوازى مع قيمة فن العرب الأزلي وديوان بطولاتهم ومفاخرهم، وعلى امتداد الساحة، هناك جوائز للشعر بعضها محلي مغمور وبعضها مشهور تجاوز حدوده الجغرافية، لكنه لم يتجاوز توصيفه لنوعية الشعر وشكله، ما جعل أي جائزة للشعر رهن أذواق مانحيها ومتوافقة مع أهوائهم الشخصية.

الرواية فن حديث، هذا ليس موضع خلاف كما هي الحال بالنسبة للشعر، لذلك تنتعش جوائزها على امتداد الساحة العربية، ومعها تنتعش سوق الرواية تأليفاً ونشراً طباعة وترجمة، ولا تكاد تخلو دار نشر عربية من عدة روايات حديثة تنافس بها في حقل من حقول جوائز الرواية، ودليلنا إلى ذلك 180 رواية تقدمت إلى مسابقة الجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر العربية)، حيث فازت رواية (الطلياني) لشكري المبخوت، ولكن باقي الروايات حصلت على حصتها من الاهتمام والرعاية.

في هذا الجانب، يبدو الشعر مظلوماً ومعظم دور النشر العربية لا تطبع الشعر، ليس موقفاً سلبياً من الفن الخالد، بل لأن سوقه ليست رائجة، أو لأن لا جائزة مرموقة تمنح للشعر أسوة بالرواية، ناهيك عن تصنيف القصيدة من حيث الكلاسيكية أو المعاصرة، والتي من خلالها يزداد ظلم الشعراء، فقط لأنهم لا يكتبون نصاً على ذائقة أحد ما.

الساحة الثقافية العربية بحاجة إلى جائزة مرموقة للشعر لإعادة إحياء هذا الفن وضخ الدماء من جديد في عروق قرائه، جائزة تشجع الناشرين على الاهتمام بدواوين الشعر، وتشجع النقاد والمترجمين على مضاعفة الاهتمام، لعل جائزة كهذه تعيد إحياء الفن العريق وتضعه من جديد على خارطة الفنون الراقية.

Email