حمد الحمادي يحوّل المواقف السلبية إلى إيجابية

حمد الحمادي

ت + ت - الحجم الطبيعي

يركز كتاب «سواداً جهة القلب» على مواجهة المواقف الصعبة، التي نمر بها في حياتنا الاجتماعية والعملية، وكيفية تحويلها من أحداث سلبية، قد تسبب لنا الضرر، إلى أحداث إيجابية، نستفيد منها في بناء شخصياتنا.

هذا ما أوضحه المؤلف د. حمد الحمادي عن كتابه الصادر أخيراً عن دار «شغف». وقال في حديثه لـ«البيان»: إنه كتاب عن التطوير الذاتي، وفيه أن الظلم متعدد الأنواع والألوان، وأسرد حلولاً لأصحاب القصص الحقيقية من الذين تعرضوا للظلم في حياتهم العملية والاجتماعية.

مواطن قوة

يقول الحمادي: كان أول إصدار لي بمجال التطوير الذاتي عام 2012 بعنوان «يساراً جهة القلب». وأضاف: رغم أن إصداري هذه المرة مختلف عن الروايات الأمنية والسياسية المبنية على أحداث حقيقية معينة، إلا أن دوافع إصدار هذا الكتاب استندت إلى مواقف وقصص حقيقية للعديد من الأشخاص، الذين تواصلت معهم.

وتابع: أؤمن بأن القصص تتشابه، ومواقف الظلم تتشابه، وبالتالي هناك حلول متعددة تصلح لمواجهة أساليب الظلم المتعددة.

ويضيف: لست متخصصاً في علم النفس، لكن لديّ بعض الاطلاع والقراءات حوله، ورغم ذلك أجزم أن المواقف، التي نواجهها بالحياة، أو نطلع عليها من خلال ما يحدث لغيرنا تحمل دروساً نفسية كثيراً، تجعل خبراتنا تتراكم بكيفية مواجهتها مستقبلاً.

وأوضح: يركز الكتاب على 30 خطة لمواجهة الخذلان من المقربين في حياتنا، ومنح الفرص الجديدة للآخرين، كما يتناول موضوع دخول الأشخاص لحياتنا الاجتماعية والعملية وخروجهم منها، وكيفية استغلال مرورهم في تعزيز الثقة بأنفسنا.

ويركز أيضاً على الطريقة المثلى لفتح صفحات جديدة في حياتنا رغم كل الصعوبات التي قد نواجهها في ذلك، وأهمية أن تنتهي الصفحات الجديدة بإمضائنا. ويعمل الكتاب على استكشاف مواطن القوة الداخلية، التي قد لا ننتبه إليها بسبب أشخاص معينين أو معارك لم تكن تستحق أن نشارك فيها.

كما يوضح أهمية الحذر بالتعامل مع النوايا الحسنة، التي قد تسبب ضرراً أكبر بكثير من ذلك الذي تسببه النوايا السيئة إذا لم يكن أصحابها مدركين لما يقومون به. وأشار الحمادي إلى أنه يتناول موضوع القوة بالقرار، التي تصنع منّا أشخاصاً قادرين على اختيار من يستحق أن يكون في حياتهم، ومن يستحق أن يكون خارجها.

تطوير ذات

وعن عنوان كتابه المؤلف من 132 صفحة، قال الحمادي: اخترت عنوانه ليتناسق مع عنوان كتابي الأول يساراً جهة القلب، حيث أنوي أن تكون كتبي في مجال التطوير الذاتي مرتبطة بالعناوين كونها أجزاء متعددة في هذا المجال.

وأضاف: ركزت في الكتاب الأول على أن يستكشف القراء شخصياتهم كونهم عقلانيين أو عاطفيين أو مزيجاً بينهما. وتابع: بينما ركزت بـ«سواداً جهة القلب» على موضوع الظلم الاجتماعي والعملي، ولهذا اخترت وصف سواد القلب وهو وصف دارج اجتماعياً بوصف الظالمين. وقال: كثيرون ممن تعرضوا للظلم صنعوا نهايتهم بأيديهم، واستكانوا للظلم، وكتبوا آخر سطر في حياتهم الاجتماعية والعملية بكلمات مغموسة بالاستسلام.

وأوضح الحمادي: في هذا الكتاب أقول لهم: إن طيبة قلوبهم تحجب الكثير عن عقولهم، وإن مشكلتهم الأساسية قد تكون أنهم كانوا كرماء بمنح من خذلوهم فرصتهم الذهبية الثانية لخذلانهم من جديد. وأضاف: وأقول لهم: إن الدنيا ليست دوّارة في جميع الأوقات، وإن المسامح ليس كريماً في كلّ الأحيان.

والأهم على من تعرضوا للظلم أن يعرفوا أنهم قد يكتشفون يوماً أنهم مدينون بالشكر، والامتنان، لأولئك الذين خذلوهم، لا لشيء سوى لأنهم دفعوهم نحو قوة جديدة لم يكونوا يلتفتون إليها. وتابع: كتب التطوير الشخصي تغير شيئاً في دواخلنا، تكسر خوفاً، أو تجبر كسراً، أو تجعلنا نلتفت لنقاط قوتنا، أو نتغلب على نقاط ضعفنا.

أدب ودراما

الحمادي الذي اشتهر بين الجمهور من خلال روايته «ريتاج» التي تحولت إلى دراما تلفزيونية بعنوان «خيانة وطن». قال: أنا بعيد كوني متابعاً عن التلفزيون والدراما، وربما تجربة تحويل رواية «ريتاج» كونها أول رواية سياسية عن الإمارات لمسلسل منحتني بعض الاطلاع على تجربة الدراما.

وأوضح: ليس من الضروري أن تصلح كل رواية جيدة للتحول إلى دراما، فحتى لو كانت الرواية جيدة بمقاييس العمل الأدبي قد لا تكون جيدة بمقاييس العمل الدرامي. وبين: أنا كوني أديباً لا أكتب من أجل التلفزيون أو السينما، إنما أركز على الجانب الأدبي، وإذا كان هناك من يعتقد أن بعض أعمالي الروائية صالحة للتحول إلى دراما، فهذا أمر من اختصاص أهل الخبرة.

وأضاف: بعد تحويل رواية «ريتاج» إلى مسلسل «خيانة وطن» كانت هناك عروض من بعض المنتجين ومحطات التلفزيون لتحويل ثلاث روايات لي إلى مسلسلات، إلا أن كل هذه المشاريع توقفت لدواعي الاختلاف في الموازنة بين المنتجين والتلفزيون.

وعن تعامله مع نصه واتخاذ القرار بأنه اكتمل ولا يحتاج لأي تعديل، وصف الحمادي الأمر بالصعب، وقال: نتيجة لعملية طويلة من المراجعات، خاصة في ظل ضيق الوقت حين يتعلق الأمر بمحاولة اللحاق بموعد معارض الكتب الكبيرة.

أعتقد أنها عملية غير منتهية. وأضاف: في كثير من الأحيان ينتابني شعور بعد الإصدار بضرورة توضيح بعض النقاط أو تغييرها. وأخيراً كشف الحمادي أن من ضمن خطته لهذا العام إصدار رواية جديدة.

Email