مكتبة أوكرانيا البرلمانية نبض التاريخ في قلب كييف

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تعد مكتبة أوكرانيا البرلمــانية الوطنية واحدة من أكــــبر المكتبات الوطنية وأعرقها في البلاد، إذ افتتحت في العام 1866 لتكون مكتبة عامة وسط العاصمة كييف.

شيد مبنى المكتبة في العام 1911، من قبل المهندسين المعماريين أ. كريفوشييف وز. كلياف، أما المكتبة نفسها فتأسست للمرة الاولى في 1866، وخلال 140 عاما من وجودها، تمكنت من اقتناء ما يزيد على 4 ملايين مادة في مجموعتها، التي بدأت بها باعتبارها مجموعة خاصة، حيث ضمت مجموعات كبيرة من الطبعات المبكرة، والكتب النادرة والقيمة.

عانت المكتبة كثيرا خلال الحرب العالمية الثانية، وأُلحقت بها أضرار جسيمة مما دفع القائمين عليها لإخراج أكثر من 50 ألف منشور منها خوفا من تعرضها للتلف..

وذلك بعد تعرض المبنى لاطلاق نار من قبل القوات النازية في نوفمبر عام 1943، وخلال ليلة واحدة فقط من الحريق الذي شب في أركانها، خسرت المكتبة أكثر من 300 ألف من موجوداتها، بما في ذلك 7000 مخطوطة وكتاب نادر ودوريات يعود تاريخها إلى ما قبل الثورة، ومن ثم بدأت سنة 1944، عمليات إعادة بناء مجموعات المكتبة من جديد.

مقتنيات نادرة

حرصت المكتبة منذ سنوات تأسيسها الأولى على زيادة مخزونها القيم، واتبعت في سبيل ذلك عدداً من سياسات الاستحواذ الصارمة، وبالرغم من السنوات القاسية التي مرت عليها إلا أنها استطاعت أن تتحول إلى حاضنة للتراث الأوكراني فأصبحت مركز اشعاع حضاريا يجذب القاصي والداني للاستفادة من الكنوز التي تحتضنها والتي تعد ثروة لا تقدر بثمن بالنسبة لأوكرانيا، ومن أبرز هذه المقتنيات:

«بيريسوبنيتسيا»

وهو أحد آثار فنون عصر النهضة في القرن السادس عشر من جنوب روسيا، كرس لإحدى أهم المخطوطات السلافية الشرقية وأجملها زخرفةً.

هذا الكتاب الذي كتبه ألكسندر غروزينسكي، إذ يغطي تاريخ الإنجيل وزخارفه ورسومه، ويركز الجزء الأول على أصل مخطوطة بيريسوبنيتسيا التي أعاد اكتشافها العالم السلافي أوسيب بودغانسكي في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، بينما يركز الثاني على العناصر الزخرفية والأُطُر والحروف النقشية والتمويجات التي تُظهِر تأثير عصر النهضة وتأثير التراث الأوكراني لرسم الأيقونات، بينما يدور الثالث حول نص كتاب الإنجيل المنقوش بالخط الغلاغوليتيكي.

وكُتبتْ المخطوطة بالخط السلافي الكنسي المستخدم منذ القرن الرابع عشر، وتحتوي على جداول مزودة برسوم إيضاحية، إضافة إلى صفحات من إنجيل بيريسوبنيتسيا.

ألبوم المقتنيات الدينية

يتناول هذا الكتاب، الذي هو الأول من بين مجموعة من ألبومات كُرِّستْ للمتحف الأثري للكنيسة التابع لأكاديمية كييف اللاهوتية، مجموعة أيقونات جبل سيناء وجبل آثوس التي جمعها المطران بورفايري أوسبنسكي (1804-1885). إذ ولد هذا المطران في روسيا ودرس في أكاديمية سانت بطرسبورغ اللاهوتية، وجرى ترسيمه كاهنا في عام 1829. ثم سنة 1842، أرسله مجمع سنودس الكنيسة الروسية الأرثوذكسية إلى القدس لتعزيز العلاقات مع المسيحيين الأرثوذكس في سوريا وفلسطين. وفي 1845-1846 بادر الى بعثات استمرت لعدة أشهر مقصدها أديرة في مصر وأخرى لجبل آثوس في اليونان، حيث فهرس المخطوطات وجمع الأيقونات. وعاد إلى روسيا سنة 1861 وبينما كان في كييف، نظّم مجموعاته ونشر معظم كتاباته. ويروي هذا الكتاب، الذي أعده ن. بيتروف من أكاديمية كييف اللاهوتية، تاريخَ مجموعة المطران بورفايري ويُعطي قائمة مفصلة لأكثر محتويات المجموعة أهمية. وتُصور الرسوم التوضيحية أيقونات من الفترة ما بين القرن الخامس إلى السابع عشر.

رائد الطباعة الروسية

يُعد هذا الكتاب، الذي نشر في كييف عام 1895، سيرة ذاتية قصيرة لإيفان فيودوروف (1510-1583)، وهو معد لاستخدام القارئ العادي، وكان فيودوروف واحدا من آباء الطباعة في منطقة الشرق السلافي، إلى جانب شويبولت فيول وفرانسيسك سكارينا، حيث تخرج من جامعة جاغيلونيان في كراكوف، بولندا..

وعمل فيما بعد في موسكو، فنشر أعماله الشعائرية باستخدام الطباعة بالحروف المتحركة، تلك الأعمال التي كانت أول كتب تُطبع في روسيا، ويصف الكتاب مراحل التطور الأولية في فن الطباعة في أراضي الشرق السلافي وإنجازات فيودوروف وعلاقته بالمجتمع الذي عاش فيه.

فن روسيا-أوكرانيا القديمة

يعرض الكتاب تاريخا قصيرا لفن روسيا القديمة، التي كانت نظاما سياسيا تمركز حول كييف في العصور الوسطى، والذي انتعش في الفترة من القرن التاسع إلى القرن الثالث عشر..

وكوّن أسس الكثير مما أصبح فيما بعد: الثقافة الروسية والأوكرانية. وتتضمن الموضوعات التي تناولها تأثيرات الفَرَنْجِيّين (الفايكنغ) والأرثوذكس الشرقيين وأهمية المسيحية والفن المعماري الخشبي والكنائس والأديرة في كييف والفن والعمارة في مدينة شيرينغوف التاريخية وفنون الصقل ورسم الأيقونات.

دير كهوف كييف

نُشر هذا الكتاب في كييف في عام 1864، ويعد تاريخا ووصفا لدير كييف-بيتشيرسك لافرا، والذي يُعرف كذلك باسم دير الكهوف في كييف، وهو مجمع مبان ضخم قام راهب، يدعى أنطوني بتشييده في 1051 في كهوف حُفِرت على جانب تل..

وسرعان ما أصبح الدير مركزاً للديانة المسيحية في روسيا ولعب دوراً هاماً في تنمية الثقافة المحلية من خلال احتضان أول دار للنشر في كييف واستضافة المؤرخين والمؤلفين والأطباء والعلماء والفنانين المشهورين، ويُناقش الكتاب أصول الأديرة في كييف ويسرد طريقة تشييد أديرة الكهوف الأولى ويصف حياة الرهبنة. ويشتمل أيضًا على رسوم توضيحية لأبنية الدير.

مصنع الخزف في كييف-ميزيريا

هذا الكتاب عبارة عن مجموعة مقالات حول مصنع الخزف الشهير الواقع في كييف-ميزيريا، والذي كان جزءا من دير ميزيريا في القرن العاشر.

الحركة الثقافية والوطنية في أوكرانيا

كُرِّس هذا العمل، الذي نشر في عام 1912، على يد ميخائيل غروشفسكي، للحركة الوطنية والثقافية في أوكرانيا في القرنين: السادس عشر والسابع عشر، ولتكوين وعي وطني أوكراني. وتتناول معظم أجزاء الكتاب العلاقات بين أوكرانيا وبولندا وتأثير تلك العلاقات على تكوين دولة أوكرانيا..

ويصف الانحدار الذي أصاب الحياة العلمانية والأرثوذكسية في أوكرانيا في القرنين الخامس عشر والسادس عشر.. والصعود المتزامن للثقافة البولندية وانتشار الثقافة البولندية في أوكرانيا. تشمل الموضوعات التي تناولها الكتاب تأثير حركة الإصلاح الديني على بولندا وأوكرانيا وتطور المؤسسات التعليمية والعلمية في أوكرانيا، مثل أكاديمية أوسترو.

المعالم الأثرية للفن الأوكراني في القرن الـ18

هذا الكُتيب من تأليف نيكولاي ماكارينكو، الذي كان متخصصا في فن العمارة وتاريخ الفن وعلم الآثار، وأصبح فيما بعد مديرا لمتحف كييف للفنون.

وبدأ المؤلف بإبراز التأثيرات المُفيدة التي خلَّفتها ثقافة القوزاق على روسيا الجنوبية وأثرها الواضح على الثقافة الأوكرانية. كما أشاد بالأسلوب المعماري المُتبع خلال القرنين السابع والثامن عشر ووصف كنيسة بوكروفسكايا باعتبارها نموذجًا لفن العمارة الجميل والأصيل.

صور لوجه غوغول 1809-1909

نُشرت هذه المجموعة، التي تحوي صورا لوجه نيكولاي فاسيليفتش غوغول (1809-1852)، تحت إشراف جمعية مُحبي الأدب الروسي، احتفالًا بالذكرى المئوية لمولد غوغول، وهو مؤلف روسي ومسرحي وكاتب قصص قصيرة ولد في أوكرانيا.

يضم الكتاب قائمة تشرح الصور المعروفة للكاتب في الصفحات من 3 إلى 15، تليها نُسخ لتلك الصور التي تتبع حياة غوغول في ترتيب زمني، بداية من عام 1827 قبل أن يذيع صيته وحتى وفاته في موسكو عام 1852، ويحوي بالإضافة إلى ذلك، صورا لقناع وجهه الذي صُمم بعد وفاته، ورسوما لغوغول على فراش الموت.

صور مقتنيات قديمة

جمع هذه المجموعة من الصور، عالم الآثار الهاوي من كييف، نيكولا ليبردوف، والمتخصص في جمع ودراسة العملات القديمة نيكولا إرنيف، والذي شارك أيضا في كتابة المقدمة ونصوص الشرح. ويتضمن الجزء الأول صورا للصلبان والأيقونات ومقتنيات دينية أخرى..

ووصفا قصيرا لها، بينما يحتوي الثاني على صور لمقتنيات من العصر البرونزي. أما الثالث فيضم صورا ووصفا لآلاف الأختام التجارية من دروخشيتشين، الواقعة حاليا في بولندا.

بوكوفينا هي منطقة في جنوب شرقي أوروبا. ويقع جزء منها اليوم في أوكرانيا وجزء في رومانيا. وهذا الكتاب عبارة عن مجموعة من كلمات الأغاني البوكوفينية، التي جُمعت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، على يد الصحفي البوكوفيني وعالم الأنثروبولوجيا الشخصية العامة، غريغوري كوبتشانكو (1849-1902)..

وذلك لصالح الإدارة الجنوبية الغربية التابعة للجمعية الجغرافية في الإمبراطورية الروسية، وجمع العالم الكييفي ألكسندر لوناتشيفسكي المجموعة وحررها في 1875. والأغاني مرتبة في ستة أقسام، منها: أغان دينية، أغان عن الحياة الشخصية، أغان عن الأسرة، أغان عن السياسة والفن والتربية.

تاريخ الدراما الأوكرانية

يُعد هذا المجلد الذي كتبه الناقد الأدبي والمترجم الأوكراني إيفان ستيشينكو، أول تاريخ مصوَّر متعدد الأجزاء، عن المسرح الأوكراني.. وهو مكون من خمسة فصول، يُغطي أولها قضايا تاريخية ومفاهيمية عامة، مثل: تقدُّم فن المسرح وتحويل طقوس العبادة إلى عروض مسرحية. بينما يُغطي الثاني، الطقوس الشعبية اللاتينية السلافية واللاتينية-الألمانية ومحتواها.

ويُناقش الثالث الدراما بوصفها وسيلة لنشر المسيحية في أوكرانيا، كما يُورِد الرابع معلومات عن تطوّر الدراما لدى شعوب سلافية متعددة. وينتهي الكتاب بتحليل لأعمال ثيوفانيس بروكوبوفيتش، مؤلف الدراما التراجيكوميدية (فلاديمير)، التي تستند إلى قصة إدخال القديس فلاديمير الأرثوذكسية إلى روسيا في القرن العاشر، وتُعد هذه الدراما إحدى تحف مسرح الباروك الأوكراني الفنية.

الحكمة الأبدية.. مسرحية مدرسية

يمثل كتاب «الحكمة الادبية»، طبعة العام 1912 مسرحية مدرسية يسوعية تسمى الحكمة الأبدية، وترجع إلى عام 1703. ويتضمن الكتاب تحليلا نقديا مفصلا للمسرحية، كتبه الباحث فولوديمير إيفانوفيتش ريزانوف (1867–1936)..

ويشمل التحليل وصفا مختصرا للحبكة الدرامية وتحليلا للشخصيات ومقارنة بمسرحيات يسوعية أخرى.. ومناقشة لعلاقة المسرحية بنصوص ومصادر أخرى، مثل: (الكتاب المقدس)، على سبيل المثال.

الثقافة الأوكرانية وأغانٍ وملحمة قصائد «القوزاق»

ألف كتاب (تاريخ الثقافة الأوكرانية)، الذي تضمه المكتبة، إيفان أوجينكو (1882–1972)، العالم الأوكراني والشخصية الكنسية والسياسية والعامة، وهو يهتم بتاريخ الثقافة حتى القرن السابع عشر، ويصف منطقة أوكرانيا جنبا إلى جنب مع الأغاني وملحمة قصائد (القوزاق)، وبعض الأعمال الأدبية المهمة واللغة وفن المعمار، كما يناقش أيضا القانون الأوكراني وانتشاره إلى روسيا والتطورات التي طرأت على الكنيسة والعلم والفلسفة والتعليم.

ويتناول الكتاب أيضا، التطورات التي طرأت على الأدب والعلم والديمقراطية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، ويصف النضال الأوكراني في سبيل نيل الاستقلال والحفاظ على هوية أدبية قومية ودور الكنيسة واللغة.

Email