المكتبة الأسترالية بيت الوثائق والمراجع

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

 تعتبر مكتبة أستراليا الوطنية أكبر مكتبة مختصة بالمراجع حول أستراليا، وبوصفها مكتبة وطنية، فإنها تتولى مسؤولية الاحتفاظ بمجموعة شاملة من المواد حول أستراليا وتطويرها والحفاظ عليها، وحسب تصنيف الكثير من المتخصصين. فإنها، في العموم، حضن المراجع وبيت الوثائق.

وتعود بدايات المكتبة إلى الأيام الأولى للفيدرالية الاسترالية عام 1901، عندما جرى تأسيس مكتبة الكومنولث البرلمانية لخدمة البرلمان الفيديرالي الأسترالي المشكل حديثا آنذاك، الذي حدد أهداف المكتبة على الشكل الآتي في عام 1907:

«تضع لجنة المكتبة البرلمانية نصب أعينها مثالاً يقضي ببناء مكتبة عامة عظيمة مع تأسيس البرلمان في العاصمة الفيدرالية، على غرار المكتبة المشهورة عالميا للكونغرس في واشنطن».

وفي عام 1960، صدر قانون عن البرلمان الأسترالي يقضي بفصل المكتبة الوطنية عن المكتبة البرلمانية، وانتقلت المكتبة بمجموعتها الوطنية وخدماتها إلى مبنى جديد على شواطئ «لايك بورلي غريفين» في كانبيرا من تصميم الشركة المعمارية «باننيغ أند مادن». وتعمل المكتبة حاليا انطلاقا من خمسة مبان: أربعة منها في كانبيرا ومبنى في جاكرتا بإندونيسيا داخل السفارة الاسترالية مختص بالمجموعة الآسيوية.

محتويات فريدة

تضم المكتبة الأعمال الأوروبية الأقدم الخاصة بالمستكشفين والرحالة الأوربيين، ووصولا إلى المطبوعات الأحدث عهداً بالبلاد. كما تحوي مجموعات هامة عن بلدان مجاورة، أهمها المجموعتين الآسيوية والباسيفيكية. وفي السنة المالية 2012 - 2013، قدرت مجموعة المكتبة بـ 6.5 ملايين مادة، و2.325.900 مخطوطة تغطي 10.5 كم من مساحات الرفوف..

ويعتقد أن مقتنياتها وصلت إلى 10 ملايين مادة أخيراً، وتشمل الكتب والمجلات والصحف والصور والخرائط والقطع الموسيقية وتسجيلات التراث الشفوي والمخطوطات والمواد سريعة الزوال، وغيرها.

المجموعة الاسترالية

وتجمع المكتبة كل المواد العائدة للأستراليين، وتلك التي تتحدث عنهم أو عن تجارب استرالية من شتى الأنواع، بما في ذلك المطبوعات على الإنترنت والمواد غير المنشورة، مثل المخطوطات والصور والتراث الشفوي والفولكلور.

ومجموعة المكتبة من المواد العائدة لأستراليا التي طورت لتصبح المرجع الأهم للمواد التي تسجل الميراث الثقافي للسكان الأصليين لأستراليا، وتزخر المكتبة أيضا بمجموعة مهمة في مجال الفنون المسرحية، بما في ذلك الرقص، كما تحتفظ بصور عائدة لفنانين أستراليين كبار، مثل: نورمان ليندساي، ويل دايسون، فانك هرلي، في أوقات الحروب. إضافة الى رسائل عاطفية تؤرخ لتلك الأزمنة.

الصور والمخطوطات

تحوي المكتبة مجموعة كبيرة من الصور والمخطوطات عن أستراليا أساساً، إلى جانب مقتنيات مهمة تعود لـبابوا نيوغينيا ونيوزيلندا والمحيط الهادي. وفي إطار هذه المجموعة أيضا، توجد مخطوطات أوروبية وآسيوية عن آسيا، إلى جانب صور تتميز بأهميتها التاريخية.

وتعود مجموعة المخطوطات الأسترالية إلى فترة عمليات الاستكشاف الأوروبية، وعمليات الاستيطان للمحيط الهادي الجنوبي في القرن الثامن عشر إلى يومنا هذا، مع أهم مجموعة تعود إلى عام 1890 وما بعد. وتضم المجموعة عدداً كبيراً من المواد الفريدة، مثل:

مذكرات «جيمس كوك على متن سفينة الأبحاث للبحرية الملكية البريطانية إتش إم إس بارك انديفور» بعنوان «تشرتسي كارتولري» من القرن الثامن عشر، المسجلة ضمن «سجل ذاكرة العالم» لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) في العام 2001..

ومذكرات الرحالة روبرت أوهارا بروك والمستكشف وليم جون ويلز من بعثة «بروك وويلز»، وسجل الطيارين تشارلز كنيغزفورد سميث وتشارلز اولم عن كوكبة «الصليب الجنوبي»، ودفتر القبطان وليام بلاي الذي اشتهر بالقسوة والنظام الصارم عندما كان يقود السفينة الشهيرة «بونتي» في رحلتها الاستكشافية في جزر البحار الجنوبية، وحصل عصيان على متنها عام 1789.

وهناك عدد كبير من الأفراد والأسر ممثلة في هذه المجموعة، مع اهتمام خاص بميادين السياسة والإدارة العامة والدبلوماسية والمسرح والفنون والأدب والأمور الدينية. ومن الأمثلة على ذلك أوراق أول رئيس وزراء لأستراليا سير ادموند بارتون (1849-1920)، وأوراق رئيس الوزراء الثاني لأستراليا الفرد ديكنز (1856-1919)..

وقاضي المحكمة العليا سير جون لاثلام، والصحافي سير كيث مردوخ، والفنان الرسام الأسترالي سير هانس هايسون، والقائد العسكري الأسترالي في الحرب العالمية الأولى سير جون موناش، والشاعران:

فانس وتيني بالمر، والشاعر إيه دي هوب، والمؤرخ الأسترالي مانينغ كلارك، والكاتب المسرحي ديفيد وليامسون، وغيرهم كثيرون، بما في ذلك المطالب بحقوق السكان الأصليين أدي مابو، الذي أدرجت أوراقه ضمن «سجل ذاكرة العالم» لليونيسكو عام 2001.

كذلك، حصلت المكتبة على سجلات العديد من الأحزاب والبعثات والجمعيات وغيرها. ولديها حوالي 37 الف ميكروفيلم عن مخطوطات وسجلات أرشيفية، جرى الحصول على معظمها من الخارج، وتنطوي في الغالب على اهتمام بالشأن الأسترالي، أو تتعلق بالمحيط الهادي.

المجموعات الآسيوية

وتعتبر المكتبة مصدر البحوث الأكبر عن آسيا في القارة الاسترالية، وتحوي أكبر مجموعة باللغات الآسيوية في نصف الكرة الأرضية الجنوبية، بما يزيد عن نصف مليون مجلد. وتجمع مراجع حول كل الدول الآسيوية سواء باللغات الغربية، أو اللغات الآسيوية التالية: البورمية، الصينية، الفارسية، الإندونيسية، اليابانية، لغة الخمير، الكورية، اللاوية، لغة المانشو، المنغولية، التايلندية، التيمورية، الفيتنامية.

وتركز المجموعة على آسيا المعاصرة من القرن التاسع عشر، وتحديداً على شرق آسيا، لا سيما الصين واليابان وكوريا، كما على جنوب شرق آسيا الهند الصينية وتايلند وبورما. والاهتمام بالمجموعة بدأ في خمسينيات القرن الماضي تحت إدارة سير هارولد وايت، حيث تأسس القسم الشرقي في المكتبة عام 1962 للاهتمام بالمصادر الصينية واليابانية والكورية والتايلاندية.

وتكمن أهمية مجموعة المكتبة الآسيوية في تلك المجموعات الخاصة باللغات الآسيوية والغربية التي استحصلت عليها المكتبة من أهل العلم والباحثين ومحبي الكتب.

ومن أهم تلك المجموعات:

مجموعة المكتبة البوذية الاسترالية، مجموعة براغا (البرتغالية في آسيا)، مجموعة كلاسز (سريلانكا)، مجموعة كويدس (الهند الصينية)، مجموعة جمعية لندن للتبشير (الصين)، مجموعة لوسي (بورما)، مجموعة «ماكلارين هيومان (كوريا)، مجموعة »أوتلي باير (الفلبين)، مجموعة سكاكيبارا (اليابان)، مجموعة سان غيي (الصين)، مجموعة سيمون (شرق آسيا)، مجموعة هارولد إس وليامز ( اليابان).

وبعض من هذه المجموعات الخاصة حُصل عليها خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضي، لا سيما مجموعة كويدس عن تاريخ وثقافة الهند الصينية، ومجموعة والتر سيمون عن لغات الصين والتيبت ومانشوا ومنغوليا، ومجموعة براغا عن البرتغاليين في آسيا. وواقع أن التجميع الممنهج لمواضيع مختلفة عن آسيا بدأ في أوقات حديثة نسبيا، يشير إلى أهمية المواد المعاصرة للمكتبة، على الرغم أن وجود بعض المواد القديمة والنادرة.

ومن أهم موجودات المجموعة الآسيوية، الكتاب المطبوع في القرن الثاني عشر للنصوص البوذية باللغة الصينية، ومجموعة جمعية لندن للتبشير التي تسلط الضوء على أعمال بعثات التبشير في القرن التاسع عشر في الصين، وهناك مجموعات الطباعة الخشبية (اليشم) اليابانية من القرن التاسع عشر، إضافة إلى كتب آسيوية قديمة نسبياً. وتتسم مجموعات الكتب بقيمتها، وهي :

بورما: تتكون مجموعة المكتبة من بضعة آلاف من الكتب والمجلات والميكروفيلم، ويعود معظمها الى القرن التاسع عشر، ومن أهم المقتنيات كتب وأوراق وصور البروفسور جي إتش لوسي، لما تمثله من تغطية شاملة لتاريخ بورما وعمارتها وفنها ولغتها وجغرافيتها ومختلف نواحي الحياة فيها، ومجموعة غريفين أليت التي تعرض صوراً من بورما من القرن التاسع عشر للمصور إيه أر وايت.

كمبوديا: تحوي مجموعة صغيرة لكنها هامة من المواد بلغة الخمير، لا سيما نسخة نادرة للنصوص البوذية للخمير، إضافة إلى مجموعة تعود الى فترة الاستعمار الفرنسي.

الصين: تعتبر المكتبة مصدراً غنياً بالمعلومات عن تاريخ وثقافة وأوضاع الصين. والمجموعة هي الأكبر في أستراليا وتركز على الصين المعاصرة.

وأهمية المجموعة تكمن في اتساع تغطيتها، ومجموعات البحوث من أهل العلم، وهذه تشمل مكتبات والتر برسيفال يتس عن علم الآثار والفنون الجميلة الصينية، وفانغ شاوكينغ عن تاريخ الصين المعاصر، ومجموعة جمعية لندن للتبشير، ومجموعة والتر سيمون عن اللغة والأدب الصيني، والمكتبة البوذية الاسترالية التي منحها إريك لياو. وفي المكتبة أيضا مجموعة الأعمال الصينية عن أستراليا.

وأما كوريا: فهناك فيها 45 ألف مجلد من الكتابات الخاصة بمؤلفين و20 صحيفة و1500 عنوان مجلة متسلسلة، إضافة إلى مجموعة كتب نادرة تعود لمجموعة «ماكلرن هيومان» لاسيما في مجال التاريخ والأدب، وأقدمها يعود إلى عام 1490.

وذلك إضافة إلى مجموعة مطبوعات تعود للاوس مهمة ونادرة نشرت قبل 1975، وأخرى تغطي مجمل الأوضاع الاجتماعية والنصوص البوذية بنسخها المختلفة في تايلند، أما المجموعة الفيتنامية فتحوي مواد من فترة الاحتلال الفرنسي تعتبر مهمة للدراسات التاريخية.

تطوير كبير

تفيد مصادر مكتبة أستراليا الوطنية أن 92.1% من مجموعتها جرت فهرستها إلكترونيا بحلول يونيو 2013، وأصبح يمكن الوصول إليها عبر الفهرس المتوفر على الإنترنت. كما تتوافر في المكتبة قاعدة بيانات بيبلوغرافية، وفهارس، وأرشيف على شبكة الإنترنت تحت اسم «باندورا»..

إضافة إلى الموقع الإلكتروني «تروفي» الذي يحوي قواعد بيانات المكتبة على الإنترنت بروابط مع صحف ومواقع أخرى حول أستراليا. وكان سي إيه بورمستر في عام 1981، قد أعد كتاباً بتاريخ المجموعات مع شرح لتطورها منذ تأسيس المكتبة وحتى عام 1980.

تغيرات المجتمع الياباني خلال قرنين

تركز مجموعة اليابان في المكتبة، أساساً، على اليابان المعاصرة. وأهم ما فيها الأعمال البحثية التي تشمل مجموعة هارولد إس وليامز عن تاريخ المستوطنات الأجنبية في اليابان، ومجموعة ساكاكيبارا، ومجموعة كيغان بول عن الكلاسيكيات اليابانية وشرق آسيا، ومجموعة ديفيد سيسون. وتحوي المجموعة أيضا مجموعة طباعة خشبية «اليشم» تصور التغييرات في المجتمع الياباني من أواخر القرن التاسع عشر إلى العشرين.

Email