«الإعلام الجديد».. تأصيل علمي في عصر الفضاءات المفتوحة

ت + ت - الحجم الطبيعي

في ظل الحالة المتزايدة من الاهتمام بالمتغيّرات التي طرأت على شكل الإعلام خلال العقدين الأخيرين، يقدم الدكتور رفعت عارف الضبع في كتابه «الإعلام الجديد» الصادر حديثاً، تأصيلاً علمياً لإعلام هذا العصر، في ظل ما يشهده العالم من تقدم في وسائل الاتصالات التي قاربت بين أطراف العالم الجغرافية، حتى أصبح العالم بأكمله بمثابة قرية إلكترونية.

في نحو 381 صفحة، حاول الضبع وضع رؤية متكاملة للإعلام الجديد، من حيث التأصيل النظري للمفهوم، ونظريات ومداخل الإعلام الجديد، بالإضافة إلى فلسفته وأهدافه، لينتقل إلى تأثير تكنولوجيا الإعلام الجديد في وسائل الاتصال وفي الجمهور، في حين يسلط أستاذ الإعلام الضوء على الإنترنت، من نشأته إلى تطوره وصولاً إلى وضعه الراهن وعلاقة الشباب والديمقراطية بالشبكة العنكبوتية، ودورها في دعم عملية التحول الديمقراطي.

أيضاً استعرض الكاتب أنماط التدوين على الإنترنت بداية من المدونات الإلكترونية، التي أوضح تاريخها ونشأتها وتطورها وتأثيرها السياسي، حتى مجيء مواقع الشبكات الاجتماعية، التي حاول الكاتب أن يؤطرها في تعريفات نظرية، شارحاً أبرز خدماتها ومميزاتها، وتطرق أيضاً إلى مخاطرها الأمنية، ودورها السياسي، وهو الجانب الذي ركّز عليه الضبع في شروحاته عن التأثير السياسي، والذي استعان فيه بنموذج ثورات الربيع العربي، وخاصة ثورتي الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو المصريتين.

فيما تناول الكاتب مواصفات ومهارات الإعلامي في إطار مفهوم «الإعلام الجديد»، بما يشمله من جميع المهن والوظائف، من مذيعين ومعدّين، ومصوّر وغيرها من الوظائف، التي تقوم عليها صناعة الإعلام الجديد، فيما اختتم الكتاب بطرح استراتيجية التخطيط للإعلام الجديد، واضعاً رؤية مستقبلية لخريجي الإعلام الجديد، إلى جانب وضع تصور كامل لميثاق الشرف الإعلامي الجديد.

الدكتور رفعت عارف الضبع هو أستاذ إعلام، له العديد من المؤلفات في مجال الإعلام، منها «الإعلام التربوي تأصيله وتحصيله»، الذي يبحث في الاعلام التربوي والعلاقة بين كليات التربية النوعية واستراتيجات الاعلام التربوي والتخطيط والمؤسسات ونظرية الاعلام التربوي، ويعرض لمكونات الاعلام التربوي ومواصفات ومهارات الاعلامي التربوي وتدريب الاعلاميين التربويين وعلاقة الاعلام التربوي والمجتمع.

ويبحث الدكتور رفعت عارف الضبع في كتابه «الإذاعة النوعية وإنتاج البرامج الإذاعية»، الذي يعد الأول من نوعه على التأصيل النظري للإذاعة النوعية المتخصصة ويستحدث مفاهيم وتعار يف وفلسفه وأهداف جديدة، وفقا لما جاء في الدين الإسلامي والسنة النبوية الشريفة كعلم مستقل يضاف إلى علوم الاتصال الأخرى ولأول مرة يتم وضع التوصيف العلمي لمهام فريق العمل الإذاعي ويحدد مواصفات ومهارات وواجبات العاملين وإعداد وتأهيل وتدريب العاملين فيه، كما يشمل على الهندسة الإذاعية والتقنية الرقمية الجديدة التي تعمل بها الإذاعة النوعية.

وفي كتابه «الخبر» يقدم عدة فصول حول تأصيل الخبر الإذاعي والخبر التليفزيوني والخبر الصحفي والخبر السينمائي وفقا لما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ويحتوي على التأصيل النظري الذي يشتمل على تعار يف الخبر ومفاهيمه وفلسفته وأهدافه ومصادره وطرق تحريره ومهارات العاملين فيه وأخلاقيات الخبر وعلاقة الخبر بالعلوم الأخرى.

 

Email