شهادة من داخل دائرة «فريق المعاونين»

الطريق إلى فهم ترامب..

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

ما يطرأ على الذهنية والمواقف العامة في الولايات المتحدة من تغييرات كانت، ولعلها لاتزال، موضع شغف واهتمام من جانب دارسي العلوم السياسية ومحللي الشأن الأميركي، وتؤثر هذه التغيرات على مزاج الناخبين، فشعار «سوف نجعل أميركا عظيمة من جديد»، الذي اتخذه دونالد ترامب لحملته الانتخابية حقق رواجاً بين صفوف عامة الأميركيين، فدخل البيت الأبيض.

من يومها، مازالت تحيط به إشارات إعجاب أحياناً، فيما تحوم حوله علامات استفهام في أحيان أخرى، وهذا ما يحاول المؤلف والسياسي الأميركي نيوت جنجريش، كشفه من خلال كتابه «الطريق إلى فهم ترامب»، وترجع أهمية هذا الكتاب كان من أقرب المتواصلين مع ترامب وضمن فريق معاونيه. وقد حرص على أن يودع فصول كتابه خلاصة هذه التجربة.

ويتألف هذا الكتاب من ثلاثة أجزاء تضم في مجموعها 15 فصلاً وتسبقها مقدمة موجزة بقلم «إريك ترامب» نجل الرئيس الأميركي، الذي يصف «الرئيس الوالد» بأن ليس هناك من هو أعظم منه.. لاسيما وأنه أدار حملته الانتخابية على أساس وعد.

تجاذبات الإعلامويستهل المؤلف فصول الكتاب بالإعراب عن دهشته إزاء ما يراه كمؤرخ من عزوف عن محاولة فهم الرئيس «دونالد ترامب»، سواء من جانب ميديا الإعلام أو من جانب من يصفهم المؤلف بأنهم عناصر المؤسسة السياسية في الولايات المتحدة. ثم يرى مؤلفنا أن ليس من سبيل إلى فهم «ترامب» إلا بتفهّم الظروف التي نشأ في ظلها على مدار عقود من الزمن ظل خلالها - كما يضيف المؤلف - يدير بنجاح مشاريع وأعمالاً تجارية متفرقة في أنحاء شتى من العالم.

وقبل أن يفيق القارئ من وطأة هذه المؤهلات يستطرد المؤلف موضحاً أن «ترامب» استطاع بهذا تحصيل تجارب وخبرات ودروس مستفادة من وقائع الحياة.

غمار الجماهيرويرى المؤلف أيضاً بأن مؤيدي «ترامب» كانوا يصدقونه، ومن ثم فهو مدين لهذه القطاعات من غمار الجماهير في أميركا وليس لجماعات النخبة سواء في صفوف الحكم أو في قطاعات ميديا الإعلام ممن لم يترددوا في الإعراب عن استهانتهم به منذ بداية حملته وحتى أصبح «ترامب» رئيساً لأميركا. وهنا أيضاً يؤكد المؤلف أن «ترامب» لايزال بحاجة إلى تأييد هذه القطاعات الجماهيرية من أجل أن يترجم شعاره وشعارهم الأثير باستعادة عظمة أميركا - إلى حقيقة ماثلة على أرض الواقع.

تحدياتعلى أن مؤلفنا يحرص قرب نهاية هذا الكتاب على أن يسجل رؤيته لتحديات مازالت ماثلة أمام ترامب وولايته الرئاسية. ويلخص هذه التحديات، مثل خلق فرص العمل، والحفاظ على الاستقرار العالمي، والتوافق مع الماكينة الإعلامية، فضلاً عن التماس مخارج آمنة تُفضي إلى معالجة موضوعية لمشكلات عديدة يعاني منها عالمنا.

Email