جاذبيّة السياسات «التكنوقراطية» في الاتحاد الأوروبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما هو المستقبل الذي ينتظر الاتحاد الأوروبي؟ هذا هو السؤال الأساسي التي يتكرر في السنوات الأخيرة في ساحات النقاش من قبل الباحثين في مختلف المشارب، وخاصة على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

تتراوح الآراء بين التفاؤل «المفرط» والتشاؤم «المفرط هو الآخر». أنصار أوروبا الموحّدة يرون في مشروعهم «طوق النجاة» و«سبيل الازدهار». والمناهضون لهذا المشروع يرون فيه «تقهقر القارّة وانحطاطها» وهم يطالبون بالتالي بضرورة العودة، وبأسرع وقت ممكن، إلى التأكيد على السيادة الوطنية. وما بين هؤلاء وأولئك هناك المؤيّدون.. و«لكن...» والمناهضون... و«لكن...».

ومن بين المؤيّدين الكبار لمشروع التوحيد الأوروبي الفيلسوف الألماني «جورجن هابرماس». وهابرماس قدّم على مدى ربع القرن المنصرم دفاعا واضحا ودون أيّ مساومة عن مشروع التوحيد الأوروبي، مع التأكيد على أهميّة تطوير جميع الأشكال الممكنة من «أجل الوصول إلى مجتمع عالمي يتسم بقدر كبير من التكامل على الصعيد السياسي»، كما يشرح في كتابه الأخير الذي يحمل عنوان: «جاذبية السياسات التكنوقراطية».

وعلى خلفية التأكيد على أهمية أن تغدو الديمقراطية «قيمة عالمية في التعامل» وأن يأخذ القانون الدولي «صيغة مؤسساتية» يرى أنه ينبغي على القوى الفاعلة على الصعيد الأوروبي بجميع مكوّناتها من رجال سياسة وأحزاب سياسية والرأي العام في مختلف البلدان الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أن تبحث عن سبل الخروج من الأزمة الاقتصادية والسياسية الراهنة التي تواجهها مسيرة التوحيد الأوروبي.

هذا إذا كان يراد حقيقة متابعة تلك المسيرة. ولا يتردد «هابرماس» في التأكيد منذ البداية أن مسيرة التوحيد الأوروبي هي سبيل الخلاص بالنسبة للقارة في عالم اليوم.

في القسم الأول من الكتاب الذي يحمل نفس العنوان العام للكتاب، أي «جاذبية السياسات التكنوقراطية»، يناقش «هابرماس» في فصوله الثلاثة مسألة «الديون» وما ترتب عليها من أزمة على صعيد منطقة اليورو وصلت ببعض البلدان.

إن هذا الكتاب يجمع بين دفتيه آخر الكتابات التي قدّمها جورجن هابرماس حول مختلف المواضيع الأوروبية. كما يتعرّض لمناقشة الأفكار التي يقدّمها كبار الفلاسفة والمثقفين الأوروبيين حول مستقبل الاتحاد الأوروبي وعبر ذلك يتم التعرّض للمسائل ذات البعد العالمي.

Email